‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشعر الأمريكي. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الشعر الأمريكي. إظهار كافة الرسائل

02 فبراير 2018

لُطْف - نعومي شهاب ناي

قبل أن تعرفَ ما هو اللُّطْف حقّاً
عليكَ أنْ تَفقِدَ الأشياءَ،
أنْ تشعرَ بالمستقبلِ يذوبُ في لحظةٍ
مثلَ ملحٍ في مرَقٍ هشّ.
ما تمسكه في يدك،
ما تعوّلُ عليه و تحفظهُ بعناية،
كلُّ هذا يجبُ أنْ يذهبَ حتى تعرفَ
كيف أنَّ خرابَ المنظرِ يحيطُ
بأقاليمَ اللُّطف.
كيف أنكَ تركَبُ وتركَبُ
تَحسِبُ أنَّ الحافلةَ لنْ تتوقفَ مطلقاً،
الركّابُ الذين يأكلون الذُّرةَ والدَّجاجَ
سيحدّقونَ خارجَ النافذةِ إلى الأبد.

قبلَ أنْ تتعلَّمَ الجاذبيّةَ الناعمةَ للُطْف،
عليكَ أنْ تسافرَ حيثُ الهندي بعباءته البيضاء
يموتُ مستلقيّاً على جنباتِ الطريق.
عليك أن ترى كيف يمكنُ أنْ يكونَ هذا أنت،
و كيف أنّه كان شخصاً ما
سافرَ بأحلامِه -أيضاً- خلالَ الليل،
ما يبقيه حيّاً مجرّدُ نَفَسٍ من الهواء.

قبل أنْ تعرفَ اللُّطف كأعمق شيءٍ
في الداخلِ،
عليكَ أنْ تعرفَ الأسى كأعمق شيءٍ أيضاً.
عليكَ أنْ تستيقظَ بالأسى.
عليكَ أنْ تتحدثَ إليه
حتى يقبضُ صوتُكَ خيطَ كلِّ المآسي
و ترى مقاسَ القماش.
هكذا فاللُّطف وحدهُ يصنعُ الفارقَ الآن،
اللُّطف وحدهُ يربطُ حذاءك
ويبعثُكَ إلى اليومِ،
إلى رسائلِ البريدِ ولتشتري الخبزَ،
اللُّطف وحدهُ يرفعُ رأسَه
بين حشْدٍ من الناسِ؛ ليقولَ:
إنه أنا مَنْ تبحثُ عنه،
وسأذهبُ معك في كلِّ مكان
مثل ظلٍّ أو صديق.
_________________
ترجمة شريف بقنه
* نعومي شهاب ناي (١٩٥٢- ) شاعرة وروائية فلسطينية أمريكية
Naomi Shihab Nye، Words Under the Words: Selected Poems
Eighth Mountain Press، 1995

01 فبراير 2018

تموت الكلمة - إيميلي ديكنسون

إيميلي ديكنسون
تموتُ الكلمةُ
عندما تُقال،
يقول البعض.

عندما أقولُها
تبدأ الحياةُ
في ذلكَ اليوم.

______________
ترجمة د. شريف بقنه
* إيميلي ديكنسون (١٨٣٠ -١٨٨٦) شاعرة أمريكية
“A word is dead” from The Complete Poems of Emily Dickinson Published 1976 by Little، Brown (first published 1890)

الوقت - هنري فان دايك

هنري فان دايك
بطيءٌ جدًّا لمَنْ ينتظرونَ، 
سريعٌ جدًّا لمَن يخافونَ،
طويلٌ جدًّا لمَن يحزنونَ،
قصيرٌ جدًّا لمَن يفرحونَ.
ولكنْ لأولئكَ الَّذين يُحبُّونَ،
الوقتُ ليسَ كذلكَ.

______________
ترجمة شريف بقنه
* هنري فان دايك ( ١٨٥٢-١٩٣٣) شاعر و كاتب أمريكي
(Time is) from Music and Other Poems by  Henry Van Dyke, 2007 by Dodo Press 

20 يناير 2018

لحن جنائزيّ حزين - و ه أودن

قلّة من الشعراء استطاعوا بلوغ حزن أودن في قصيدته هذه، ووصفه لمصاب فقدان عزيز، حتى أن كثيراً من المشاهدين يذرفون الدموع عند قراءة القصيدة بصوت عالٍ في مشهد العزاء للفيلم الشهير «أربع زيجات وعزاء».
-------------
لحنٌ جنائزيٌّ حزينٌ
 و هـ أودن

أوقفوا الساعاتِ كلَّهَا، اقطعُوا التليفون،
امنعوا الكلبَ مِن العُواءِ واللِّهاثِ بعظْمتِه،
صمتٌ،
بيانو يعزفُ وصوتٌ كظيمٌ يتسرَّبُ من طبْلهِ
أحضروا التَّابوتَ إلى هنَا، وأقيموا الحِدادَ.

دعُوا الطَّائراتِ تحومُ فوقَ رؤوسِنا وتنُوحُ
مغبِّشةً زُرقةَ السَّماءِ «لقدْ مات».
وعلَى أعناقِ الحمام الأبيضِ اربِطُوا شارةَ الحِدادِ،
دعُوا رَجُلَ المرورِ يلبَسُ قفّازاتٍ منَ القطنِ الأسودِ.

لقد كان شَمَالِي، جنوبِيْ،
كان شرقِيْ وغربيْ،
كان أُسبوعَ عملِي وعطلتي
كان ليلي ومنتصفَ ليلي،
حديثي وأغنيتي
لطالما ظننْتُ أنَّ الحبَّ يبقى إلى الأبدِ، لكنَّني كنتُ مخطئًا.

النُّجومُ لم تعدْ مرغوبةً الآنَ،
فرِّقوا كلَّ واحدةٍ عنِ الأخرَى
احبسُوا القمرَ وشرِّدوا الشَّمسَ
اسكبوا المحيطَ بعيدًا مِن هنَا واكنسوا الأرضَ
لا شيئًا مطلقًا بعد اليومِ
 يُمكنهُ أنْ يأتيَ بأيِّ خيرٍ.
_________________

ترجمة شريف بقنه
* ويستن هيو أودن (١٩٠٧-١٩٧٣) شاعرٌ إنكليزيٌّ أمريكيٌّ.
Funeral Blue from Collected Poems by W.H. Auden, 1991 by Vintage

05 يناير 2018

لا أحدَ إلَّا أنت - تشارلز بوكوفسكي

سيضعونك مرارًا وتكرارًا
في مواقفَ مستحيلةٍ.
وسيحاولون مرّةً تُلوَ الأخْرى
بحِيَلِهِم، بأشكالِهم ومقْدِرَتِهم
أن يجعلونَك تَخضَع، تستلم أو تموت
 بهدوءٍ في داخلِك.

لا أحدَ يُمكنُهُ أنْ يُنقذَكَ
إلَّا أنتَ.
سيكونُ مِنَ اليَسير
أنْ تفشلَ
منَ اليَسيرٍ جدًّا.
ولكنْ لا، لا، لا تفعلْ،
انظُر إليهم فقطْ.
استمع لهم.
هل تريدُ أن تكونَ هكذا؟
بلا قلبٍ، بلا عقلٍ، بلا وجهٍ
هل تريدُ تجربةَ
الموتِ قبل أن يحْصُل؟

لا أحدَ يمكنه أنْ ينقذَك
إلَّا أنت.
أنت جديرٌ بالإنقاذ.
إنَّها حربٌ
و ليس من اليسيرِ الانتصارُ فيها.
ولكنْ إذا كان
ثمّة مَنْ يستحقُّ النصْرَ
فهو أنت.

فكِّر في الأمرِ.
وفكَّر بإنقاذِ نفسِك.


ترجمة شريف بقنه (نسخة معدّله مُحدّثه - ديسمبر 2019)
* تشارلز بوكوفسكي (1994-1920) شاعر وروائي وقاصٌّ أمريكي.
Bukowski, Charles. Come On In!: New Poems. New York: Ecco (An imprint of HarperCollins Publishers), 2006

اختيارات - نيكي جيوفاني

اختيارات - نيكي جيوفاني

إذا لم أستطعْ
فِعْلَ ما أُريدُ
فمهمَّتي هي
أنْ لا أفعلُ
ما لا أريدُ

ذلك ليس الشيءَ نفسَهُ
ولكنْ هذا أفضلُ ما يمكُنُ
عمَلُه

إذا لم أستطعِ الحصولَ
على ما أريدُ ..
فمهمتي أنْ أرغبَ
بما حصلتُ عليهِ
و أأكتفي
هُناك على الأقلِّ
شيءٌ أكثرُ لأرغبَ بهِ

بما أنَّني لا يُمكنُني الذهابَ
إلى المكانِ الذي أحتاجُ إليه
فعَليَّ.. الذهاب..
حيثُ العلاماتُ تُشيرُ
أنَّ الحركةَ المتوازيةَ
ليست جانبيَّةً

عندما لا أستطيعُ التعبيرَ
بما أشعرُ حقًّا به
سأُمارسُ شعورَ
ما يُمكنُني التعبيرُ عنهُ
وذلك ليس الشيءُ نفسُه

أعرِفُ
ولكن هذا هو السببُ أنَّ البشرَ
وحدَهم بين الحيواناتِ
يتعلمونَ ويبكون.

--------
ترجمة شريف بقنه 
نيكي جيوفاني (1943-) شاعرة وكاتبة أمريكية
"Choises" from The Collected Poetry, 1968-1998 by Nikki Giovanni, 2007 by Harper Perennial Modern Classics

الدرس - ‎مايا أنجيلو

الدرس - ‎مايا أنجيلو

أظلُّ أموت مرة أخرى. 
تنهار الأوردة، و تنفتح مثل قبضة صغيرة لأطفال نائمين.
ذاكرة المقابر القديمة، اللحم المتعفن والدود لا يقنعوني و يوقفوني عن التحدي.
السنوات والهزيمة الباردة تعيشان في أعماق الخطوط على طول وجهي.
تبعثان الملَل في عيني، غير أنني أظلُّ أموت، لأنني أحب أن أعيش. 

-----
ترجمة: شريف بقنه

حريقٌ وجليد - روبرت فروست

روبرت فروست
يقولُ البعضُ
العالَمُ سينتهي بالحريقِ،
يقولُ البعضُ بالجليدِ.
مما تذوَّقتُ منَ الملذَّاتِ،
أنا مع أولئكَ الَّذين يُرجِّحونَ الحريقَ.
ولكنْ إذا كان عليه أن يفنَى مرتينِ
أعتقدُ أنَّني أعرفُ ما يكفِي منَ الكراهيةِ
لأقولَ إنَّ الفناءَ بالجليدِ
سيكونُ عظيمًا أيضًا
سيكونُ كافيًا.

______________
ترجمة شريف بقنه
* روبرت فروست ( ١٨٧٤-١٩٦٣) شاعر أمريكيٌّ
Robert Frost, "Fire and Ice", in the selection "A Group of Poems" by Robert Frost, Harper's Magazine , December 1920

فراق - و س ميروين

 و س ميروين
يمرُّ غيابُك في داخلي 
مِثلَ خيْطٍ يمرُّ في ثُقْبِ إبرةٍ
كلُّ شيءٍ أفعلُه مُخيَّطٌ بلَوْنِهِ.
_____________
ترجمة شريف بقنه
* و س ميروين ( ١٩٢٧- ) شاعر أمريكي
 “Separation” from The Second Four Books of Poems by W. S. Merwin, Port Townsend, Washington: Copper Canyon Press, 1993

ليس لديَّ الوقتُ للكراهيةِ - إيميلي ديكنسون

ليس لديَّ الوقتُ للكراهيةِ،
لأنَّ الموْتَ يمنعني،
والحياةَ لم تكنْ وافرةً جدًّا
لأنتهيَ مِن كُلِّ الأعداءِ.

ليس لديَّ الوقتُ للحُبِّ،
ولكنْ.. بما أنَّهُ يجبُ عليَّ
أنْ أفعلَ شيئًا،
القليلُ مِن حُبٍّ عظيمٍ،
كثيرٌ بما يكفِي
بالنِّسبةِ لي.
_________________
* إيميلي ديكنسون (١٨٣٠-١٨٨٦)  شاعرة أمريكية
ترجمة شريف بقنه
Poem XXII from The Complete Poems by Emily Dickinson, 2000 by New York

سلام البراري - ويندل بيري


عندما ينمو يأسُ العالَم في داخلي
وأصحو في اللّيل على هسهسةِ العابر
يعتريني الخوفُ،
ما الذي ستكونُ عليه حياتي وحياة أطفالي،
أذهبُ حينَها و أستلقي بجانب البطِّ
حيثُ يستريح بجماله على الماءِ،
و بجانبه مالكٌ الحزينُ يصطادُ.
أظفْرُ بسلام البراري
حيثُ لا تُفرضُ الضرائبُ
ولا يعتريهم الحُزنُ.
أذهبُ حيثُ المياه الهادئة،
وأشعرُ و نجوم النهار لاتزال مُطْفأةٌ
فوقي، أنَّنا علَى موعدٍ مع النُّور.
لبعضِ الوقت
أستريحُ في سعة الكوْن،
أنا حرٌّ.
_____
ترجمة شريف بقنه
* ويندل بيري( ١٩٣٤- ) شاعرٌ أمريكي و ناقدٌ وروائيٌّ


(The Peace of Wild Things) from The Guardian Newspaper, Tue 20 Feb 2018

الحبُ والشهرةُ والموت - تشارلز بوكوفيسكي

 تشارلز بوكوفيسكي
تجلسُ خارجَ نافذتي الآن
مثل امرأةٍ عجوزٍ معتادةٍ على 
الذهاب إلى السوق؛ 
تجلسُ و تنظرُ إلي، 
متوتّرةً ترشَحُ عرَقاً 
من بين الأسلاك والضبابِ 
و نباح الكلاب، 
حتى فجأةً 
أضربُ النافذة بالجريدة
كما أضربُ ذبابة، 
يمكنك حينها أن تسمعَ الصراخ 
في المدينةِ بوضوح،  
بعد ذلك ترحل.

الطريقةُ لإنهاء قصيدةٍ 
مثل هذه،
 هي أن تصبحَ هادئة
 فجأة. 

----------
>
Book: Love is a Dog From Hell by Charles Bukowski

12 ديسمبر 2017

كم مرّةً؟ - شيل سيلفرشتاين


كم خدشًا في درفةِ باب المنزلِ؟
يعتمدُ عليكَ، كم مرةً أغلقتَ البابَ بعنفٍ.
كم شريحةً في الخبزةِ الواحدةِ؟
يعتمدُ عليكَ، بأيِّ ثخانةٍ ستقطعُها.
كم في الأيَّامِ منَ الخيرِ؟
يعتمدُ عليكَ، كم منَ الخيرِ أنتَ عشتَ.
كم منَ الحُبِّ في قلْبِ صديقٍ؟
يعتمدُ عليكَ، كم منَ الحبِّ أنتَ أعطيتَ.

_______________

ترجمة شريف بقنه
* شيل سيلفرشتاين ( ١٩٣٠-١٩٩٩) شاعر و كاتب أمريكي
“How Many, How Much” from Where the Sidewalk Ends by Shel Silverstein, 2002 by Harpercollins Childrens Books

اليوميات غير المختصرة - سيلفيا بلاث


-- سيتم تحديث البوست  من وقت لآخر  --
لا أستطيعُ مُطلقاً أن أقرأ كلَّ الكُتُبِ التي أريد. لا أستطيعُ مطلقاً أن أكونَ كلّ البشر ممن أريد، و لا أن أعيشَ كل الحياة التي أريد." لا 
أستطيعُ مُطْلَقاً أن أمرّنَ نفسي كلَّ المهارات التي أريد. ولماذا إذنْ أريد؟ أريدُ أن أعيشَ و أشعُرَ كلّ الظلال، كلّ النغمات "والتنوّعات في تجربتي العقليّة والجَسَدية المُمكنة في حياتي. وأنا محدودةٌ هكذا بشكلٍ فظيع.

بالمناسبة، كل شيء في الحياة قابل للكتابة إذا كان لديك الشجاعة الكافية للقيام بذلك، والخيال لترتجل. أسوأ عدو للإبداع هو الشك أن تشك بنفسك.

قبّلني، وسوف ترى كم أنا مهمة.
-------------
اليوميات غير المختصرة لسيلفيا بلاث
ترجمة واختيار شريف بقنه

أحلام - لانغستون هيوز


تشبّثُوا جيِّدًا بالأحلامِ
لأن الأحلامَ إذا ماتت
تستحيلُ الحياةُ
عصفورًا بجناحٍ مكسورٍ
لا يَقْوَى أنْ يطيرَ

تشبّثُوا جيّدًا بالأحلامِ
لأن الأحلامَ إذا ماتت
تستحيلُ الحياةُ
حقلًا قاحلًا
تجمَّد بالجليدِ.
----
* لاتغستون هيوز ( 1902-1967) شاعرٌ وناشطٌ و كاتبٌ صحفيٌّ ومسرحيٌّ وروائيٌّ أمريكيٌّ.

06 ديسمبر 2017

أظل أسمو - مايا آنجيلو

MAYA ANGELOU مايا آنجيلو
قد تكتب في صفحات التاريخ
إنني مجرّد نكرة
بسخريتك وحيَلك الملفّقة!
قد تطأني بقدمك تأفُّفاً
لكنني،
تماماً كالغبار
أظلّ أصعد، أظلّ أسمو.

هل ضايقك جوابي الوقح هذا؟
لماذا أراك تحدّق محاصَراً بالهموم؟
«لأنني أمشي وكأن آبار نفط
تضخّ الحياة في حجرتي»

03 نوفمبر 2017

آمن - تشارلز بوكوفسكي

المنزل الذي بجواري يجعلني حزين.
يستقيظ كلا الزوجين مبكّراً.
يذهبان للعمل.
يعودان الى المنزل في بداية المساء.
لديهما صبيٌ و فتاة.
عندَ التاسعة مساءً تنطفئ أضواءُ المنزل.

في الصباح التالي يستيقظ كلا الزوجين مبكراً.
يذهبان للعمل.
يعودان في بداية المساء.
عند التاسعة مساءً تنطفئ الأضواء.

المنزل الذي بجواري يجعلني
حزين.
الناس فيه طيبون،
أحبهم.

لكنّني أشعر أنهم يغرقون.
ولا يمكنني مساعدتهم.

إنهم يبقون على قيد الحياة.
إنهم ليسوا مشردين.
لكن الثّمن فضيع.

في وقتٍ ما خلال اليوم
سأنظرُ الى المنزل
و سينظر إليّ المنزل
و سيبكي، نعم، سيفعلها،
أشعر بذلك.

----------
Ham on Rye (Novel) 1978, Charles Bukowski 

12 يونيو 2015

إي. إي. كامنجز الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

أحمل معي قلبك - إي. إي. كامنغز (1894 - 1962)

e e cummings
جريدة عكاظ -06 يونيو 2015 م - العدد : 5102

إدوار إستلِن كامنغز (1894 - 1962) أحد أهمّ الكتّاب التجريبيين والحداثيين في الشعرالأميركي، ولد في ماسوشوستس، وتعلّم لفترة في هارفارد أثناء الحرب العالمية الأولى، خدم في الحرب كسائق إسعاف في الأراضي الفرنسية. بعد الحرب تعلّم الفنون الجميلة في باريس، وعاش متنقّلاً بقيّة حياته بين فرنسا والولايات المتحدة حتّى استقرّ في نيويورك. كان على صلة بالعديد من الشعراء والتشكيليين أمثال عزرا باوند وبابلو بيكاسو. بحسب جيني بينبيرثي في كتاب «قاموس السيرة الأدبية» يُعتبر كامنغز أحد أشهر الشعراء المجدّدين في القرن العشرين، الشكل الشعري واللغة المستخدمة هنا خلقت شخصية شعرية مختلفة وفريدة. أسلوبه الشعري يتميّز بالترقين غير العادي والتشويهات النحوية المقصودة أحياناً، كذلك، المفاجأة والكلمات الجديدة المُخترَعة المحوَّرة على طريقته في بعض النصوص... هذه التقنية المبتكرة كوّنت كاريزما شعرية خاصة بكامنغز. 
وبالرغم من هذا الشكل الشعري غير التقليدي، إلا أن كامنغز لقي شعبية لدى الكثير من القراء. يقول الناقد المعروف راندال جاريل في «الكتاب الثالث للنقد» بأن لا أحد آخر من الروّاد والمجدّدين، سوى كامنغز، جعل للقصيدة الجديدة جاذبية القراءة لدى عموم القراء وخاصتهم. 
نشر كامنغز خلال حياته ما يقرب العشرة كتب، وخلّف بعض اللوحات الفنية. نال التكريم من الأكاديمية الأميركية للشعر، كما نال عدداً من التشريفات والزمالات من مؤسسات أكاديمية وأدبية. ومع وفاته العام 1962 كان كامنغز قد رسّخ لنفسه مكانة مهمة في الشعر الحديث في القرن العشرين. حتى أنه كان برأي الكثيرين ثاني أكثر شاعر شعبيةً في الولايات المتحدة، بعد روبرت فروست في تلك المرحلة.

أحمل معي قلبك

قصيدة حب تجسد الشكل الشعري المفضل لدى كامنغز. مما نعرفه عن حياة الشاعر الخاصة، زواجه الأول من إيلين أور التي تزوجها بعد علاقة حب، إلا أن هذا الزواج لم يدم لأكثر من تسعة أشهر، حيث تركته أور من أجل ثري إيرلندي.


أحمل قلبكِ معي*
إي. إي. كامينجز

أحمل قلبكِ معي، أحمله في قلبي
أحمله ولم يحصل أن كنت بدونه
في أي مكان أذهب، تذهبين معي
وكل ما يحصل لي، فإنه يحصل بكِ
يا غاليتي.

لا أهابُ قَدَراً، لأنك قدَري يا حلوتي
ولا أريد عالماً، لأن جمالك عالمي
وإنه أنتِ كل ما يعنيه القمر وكل
الأغنيات التي تغنّيها الشمس.

هنا السرّ الدّفين الذي لا يعرفه
أحد، البذرة والغرسة الفارعة،
السماء العالية لشجرة الحياة،
والتي تصعد أعلى مما يمكن
لروحٍ أن تصِلَ، هنا  الأعجوبة
التي تجعل النجوم مُفرَّقة.

إنني أحملُ قلبَك معي،
أحمله في قلبي.

* ترجمة محدثة ومنقّه  2019/9/28
"i carry your heart with me" from Complete Poems: 1904-1962 by E. E. Cummings,1991 by Liveright Publishing Corporation

13 مايو 2015

والاس ستيفنز الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

الخيال قوّة الطبيعة في عالم الكلمات - والاس ستيفنز (1879 - 1955)

والاس ستيفنزجريدة عكاظ - العدد : 12 مايو 2015 م
ولد في 2 أكتوبر العام 1879 في ريدينج بولاية بنسلفانيا. التحق بكلية هارفارد العام 1897 لبضع سنوات، وقبل حصوله على الإجازة منها انتقل إلى كلية القانون في نيويورك 1903، بعد ذلك تدرّج في العمل بمناصب مختلفة في شركات محاماة عديدة. بدأ كتابة الشعر بعد تخرّجه من الثانوية، ونشر في تلك الفترة في مجلة «إلينوي شيكاغو» الأدبية عدداً من قصائده. أصدر كتابه الأول «ضرب الأرغن» العام 1923 وكان تأثّره واضحاً بالرومنسية والرمزية وكذلك التصويرية. بعد ذلك اعتزل الشعر، أو فلنقل النشر لعشرة أعوام. بحلول العام 1935 عاد بانطلاقة جديدة، وفي تعاقب سريع نشر ثلاثة دواوين، غير أن القراءات النقدية لشعره كانت متضاربة، فلم يَرُق هذا الشعر لعدد غير قليل من النقّاد. في تلك الفترة انتقل وأسرته إلى هارتفورد بولاية كونكتيكت، وبالرغم من نشره كتابَين عُدَّا لاحقاً من أهم ما كُتب في الحراك الحداثي في تلك الحقبة، أحدهما «ملاحظات نحو علياء الخيال»، فإنه لم ينل ما يستحقّ من حفاوة إلى ما قبل وفاته بقليل، عندما نشر كتابه «مجموعة قصائد» حيث نال عليه «جائزة بولتيزر» للشعر العام 1955، و«جائزة الشعر الوطنية» التي سبق أن حصل عليها العام 1951 عن عمله «فجر الخريف».
شعر ستيفنز يظلّ اكتشافاً مستمرّاً لتفاعلات الحقيقة وما يمكن للإنسان أن يصنع من هذه الحقيقة بعقله، وثمة ما يدعو أيضاً إلى تسمية العديد من قصائده بالشعر الميتافيزيقي، لأن هالة الغموض والشخصيات القريبة البعيدة المتخمة بالمعرفة لا تكاد تفارق الكثير من شعره، وكذلك فلسفية المسمّيات وكيف يمكن العالم أن يلتقي بطرق متعدّدة.
توفّي ستيفنز في هارتفورد بولاية كونكتيكت، في الثاني من أغسطس 1955 وخلّد وراءه مدرسة للخيال والحقيقة لا نزال نسبر أغوارها إلى اليوم.

رجل الثلج
تُصنَّف هذه القصيدة كواحدة من قصائد «نظرية المعرفة» لستيفنز، ولو قرأناها من منظور فلسفي يمكن أن تُصنَّف أيضاً كنزوع نحو الشكوكية الطبيعية (حركة فلسفية في اليونان القديمة تدعو إلى الشك في كل ما لا يتحقّق منه الإنسان بالتجربة). يتكوّن بناء ستيفنز المعرفي هنا من وصف لمشهد الشتاء تتسرّب داخله بعد ذلك التباساتٌ عاطفية لتُنهي القصيدة بشعور اللاجدوى، عندما يصل إلى القناعة أخيراً بأن العالم والمستمع لا يعترفان برؤيته المعرفية هذه ولن يفهماها. وبالرغم من غموض القصيدة وقصرها إلا أنها لقيت الكثير من القراءات، وقد أشاد بها د. جاي كيسير بل واعتبرها أفضل قصيدة قصيرة في اللغة الإنكليزية.

لا بدّ للمرء من أن يتحلّى
بحسّ الشتاء
لاعتبارات الصقيع 
ولأغصان الصنوبر المقصّفة
عندما تخلعُ قشرتُها 
كسوةَ الثلج؛
ولا بدّ من أنه مرّ وقت طويل من الصقيع
لتلحظ كيف يمكن لصنوبرة 
أن تصبح شعثاءَ ثلجٍ،
عندما تقسو شجرة التنوّب
في الألق القاصي.

تحت شمس يناير، 
لن يخطرَ في بالك 
أنّ ثمّة شقاء 
في صوت الريح،
وقربك حفيف لأوراق الشجر.

ذلك الحفيف 
هو صوت الأرض
مكدَّس بتلك الريح نفسها
التي تعصف 
في المكان الأعزل نفسه.

بالنسبة إلى المستمع، 
الذي يستمع في الثلج،
ولا يرى شيئاً من ذلك في نفسه، 
فذلك هو المجرّد اللاشيء
لا شيء الذي ليس هناك 
ولا شيء في اللا شيء.

حُجرةٌ رصاصيّة

بالرغم من أنك تجلسُ في حجرةٍ رصاصيّة،
ما عدا للفضّة
 لورقة القشّة،
والتقِط
عند ثوبك الأبيض الشاحب؛
أو ارفع فصّاً واحداً من قلادتك
الخضراء،
ولتدَعه يسقُط؛
انظر إلى مروحتك الخضراء
مشجَّرة بصفصافة حمراء؛
أو بإصبع واحدة فقط،
حرِّك الورقة في القصعة التي أمامك -
تلك الورقة التي سقطت من أغصان الفرسيتية
بجانبك...
ما هذا كلّه؟
أعرفُ تماماً
كيف بشراسة
ينبُض قلبك. 

29 أبريل 2015

إيميلي ديكنسون الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

تموت الكلمة عندما تقال - إيميلي ديكنسون (1830 ــ 1866)
تقديم وترجمة د. شريف بقنه
جريدة عكاظ - العدد : 5019 - 15 03 2015
إيميلي ديكنسون

ولدت إيميلي ديكنسون في أمهرست (ماساشوستس) العام 1830، وهي الابنة الوسطى لثلاثة أبناء من إحدى العائلات المحافظة والعريقة في نيوإنغلند، كان لجدها دور في تأسيس جامعه إميرهست. والدها إدوارد ديكينسون رجل الدولة والسياسي ذو النزعة الوطنية، أخوها أوستن تعلم في مدرسة القانون وعمل كمحام، تزوج سوزان جيلبرت التي كانت مقربة بشكل خاص من إميلي، أما أختها الشقيقة ﻻفينيا فلقد عاشت في عزلة مماثلة لعزلة إميلي. هكذا كانت حلقة العائلة، المكونة من الأخت والأخ وزوجته، الحلقة الأكثر إلهاما لملكات إيميلي الشعرية ــ بحسب رأي النقاد.

«صوفية نيوإنغلند» ــ كما أطلق عليها لاحقا ــ ظلت في بلدتها منذ نشأت حتى وفاتها، ولازمت منزلها الذي لا يزال قائما حتى الآن كمتحف خاص بها، وكانت لا تفارقه إلا في الضرورة القصوى. على امتداد حياتها القصيرة نشرت إيميلي عشر قصائد، وخبأت لنا في خزانتها ما يناهز الألفي قصيدة جمعتها على طريقتها في مجلدات كثيرة، نشر أول تلك المجلدات بعد رحيلها بأربعة أعوام، ونشر آخرها العام 1955. تركت ديكنسون وراءها إرثا غزيرا والكثير من الألغاز والحكايات حول حياة سرية مفرطة في العزلة في زمن العالم الجديد. فبحلول العام 1860 عاشت ديكينسون في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، لكنها داومت بانتظام على المراسلة (تجاوز عدد رسائلها الألف رسالة)، أما بالنسبة إلى قراءتها الشعر، فالأرجح أنها إن كانت قرأت بعض قصائدها فذلك لم يتجاوز نطاق العائلة والمقربين فقط.

الأكثر مشاهدة