الخميس، 12 أبريل 2018

الحوتُ الظمآن


سأعمل حطاباً في غابة النسيان،
أسجّر النار في جذوع ذكرياتكم الموجعة،
و أكشط اللحاء الرَثّ عن أحلامكم،
ناسياً قلبي موبوءً بوَجْده.

مُصابٌ بعمى الألوان
و أحمل لوح الرّسْم فيه عشرة ألوان،
سألوّن لكم الشفق
يرفرف على شفته هُدْهدٌ و طنّان
حتى تليق بكم الأيام.

سأكتبُ عن مغامراتكم العاطفية
كيف كانت النظرة الأولى،
والنشوة الأولى و القبلة الأخيرة.
و أذيّل رسائلكم
باسم الملاك الذي يحرس كَتِفك
بلا رغبةٍ أو حلُمٍ
أو قلبٍ شَرِبْته الأيّام.


سأضعُ قليلاً من ذكرياتكم
مع بعضاً من أمانيكم
و أمْزُجُ كل شيءٍ في إكسيرٍ من حلُمٍ،
سأخفُقُ التركيبةَ جيّداً،
و عندما تُستَهلُّ الموسيقى التصوّيرية
عند درجة فرَحٍ مئوية،
سأغمسُكُم تَحلُمون
و أترُك لكُمُ الليل بطولِه تثملون
سأسكُبُ الزّيت بعد كل حلمٍ
حتى ينزلق حلمٌ آخرٌ،
لا تقولوا حينها
أنكم على قيْد الحياة،
وإنما على قيْد حلمٍ
هاربين في الأبديّة.

لكم ما تريدون،
و لي
وحْشةُ الغريب
صمْتُ الجدران
و أرَقٌ ينام في عيني.
أنا الحوتُ الظمآن،
البيتُ الكبير
على أن لا تسند بيدك على الجدار
فإنّه يتداعى.

شريف بقنه