الجمعة، 2 يناير 2015

مثقفون: اختلاف وجهات النظر بيئة خصبة للإبداع (تحقيق | صحيفة مكة)

28 صفر 1436 - 21 ديسمبر 2014 - صحيفة مكة
حسين السنونة - الدمام

الاختلاف بيئة خصبة للثراء الأدبي والتنوير المعرفي : شريف بقنه

رحب مثقفون بالمعارك الأدبية التي تشهدها الساحة الثقافية إذا بنيت على أسس موضوعية دون أن تنحى باتجاه المآرب الشخصية، أو يكون محركها الرئيس مصالح شخصية.
وأكدوا أن كثيرا من الخصومات في الساحة مفتعلة واعتبروها بلا قيمة، لكنهم أكدوا أهمية المعارك الأدبية الموضوعية في تطوير بيئة الإبداع وتلاقح الأفكار وتطورها.

بيئة خصبة
«لا أحبذ استخدام مفردة خصومات، لأن المثقف والأديب يلزمهما اعتبار الاختلاف ميزة نوعية وأسلوبا تنويريا لتوسيع أفق المعرفة وتفهم الآخر.
أنا مع الاختلاف في الطرح وأؤيد النقاش والتنوير مع الحفاظ على احترام الرأي الآخر وتشجيعه لطرح رؤيته.
وأعتقد أن الاختلاف بيئة خصبة للثراء الأدبي والتنوير المعرفي».
المترجم شريف بقنة


تنافس شريف
«ما يحدث من تخاصم بين المثقفين أو الأدباء نتيجة لتقاطع في المصالح، أقرب إلى نشر الغسيل منه إلى الاختلاف الفكري، وهذا النوع من الخصومات لا ينتج عنه أدب حقيقي، ولا يضيف شيئا إلى المشهد الثقافي.
أما الاختلاف في وجهات النظر فلا يؤدي إلى المعارك والخصومات، ولا يفسد للود قضية كما يقال، بل يثري النشاط الثقافي، ويعمقه، إذا نتج بين أطراف متمكنة من فن الحوار والنقاش الهادف، وهذا يخلق حالة من التنافس الشريف ربما ينتج عنها أدب مغاير، وخارج نطاق المألوف، يتمرد على الرتابة والثوابت التي لا يسمح بعضهم بتجاوزها.
وهنا يأتي دور النقد ليكون الحكم على كل ما يدور، ليعطي رأيه النزيه والمحايد بكل صراحة».
الشاعر جليل خزعل

خصومات حسد
«الخصومات الثقافية في ساحتنا يغلب عليها الحسد لما وصلنا له كمنجز من خلال أفراد ضحى معظمهم بسكونه ودفء حياته، ومثال هذا، انشغال صحفي وكاتبة منذ أيام بنقد منتجي الأدبي بحمق وجهل عام بما نحن فيه ناتج عن عجزهما المعرفي، عندما ناقشتهما في طرح تبنياه وجدت الكاتبة صغيرة معرفيا والصحفي مجرد بوق.
وخلاصة القول أن هناك خصومات جادة وفق أيديولوجية معينة وخصومات مفتعلة يربح من خلالها الطرفان عددا من النكت والطرائف التي تلامس داخلهم الفارغ الموبوء».
القاص محمد الشقحاء

إيجابية الاختلاف
«الخصومة الناتجة عن اختلاف ثقافي منضبط هي فعل إيجابي يتجلى على شكل حوار بهدف إبراز الرأي الأصوب والانتصار للحقيقة.
أما إذا تحولت إلى صراع يهدف للانتصار للذات بسبب التعصب، بغض النظر عن مقدار اقترابها من الحقيقة، فهذا فعل سلبي.
والسمة الجدلية في الثقافة هي التي تدفعها لإنتاج أنماط تفكير جديدة، أما الركون لأساليب التفكير النمطية فإنه يقود إلى جمود المعارف.
وبالتالي فإن الخصومات الثقافية الإيجابية تمثل بيئة صحية تسهم في نمو الأفكار والمعارف وتدفع إلى تطور الآداب والثقافات، وقد كان لها هذا الأثر الكبير منذ القدم، فيما قرأناه من مساجلات ومناظرات ونقائض حفظها لنا التراث الإنساني في الكثير من المدونات المهمة».
الناقد علي داود