الصفحات

10 ديسمبر 2021

بلادي - دوروثيا ماكيلار

 دوروثيا ماكيلار
حبُّ الحقولِ والعرائشِ
الممرّاتُ الخضراءُ المظلّلةُ،
الأحطابُ والحدائقُ المنسّقةُ،
حبٌّ يجري في عروقِكِ.
المسافاتُ الرّماديةُ المُزْرقَّةُ،
الجداولُ الملوّنةُ، والسماءُ الوثيرةُ الخافتةُ...
أعرفُ كلَّ ذلك ولا يمكنُني المشاركةُ؛
لأن حبّي بخلافِ ذلك.

أحبُّ بلادًا لفحتْها الشّمسُ،
أرضُ السُّهولِ الجارفةِ
وسفوحُ الجبالِ الوعرةِ،
أرضُ الجدْبِ والسُّيولِ العاصفةِ.
‏أحبُّ آفاقَها البعيدةَ،
‏أحبُّ جواهرَ بحرِها،
‏روعتَها ورعبَها-
‏تلك الأرضُ العسليّةُ الرَّحبةُ لي.

جذوعُ الغاباتِ البيضاءُ بلحائِها المكشوطِ
كلُّ المآسي تحتَ ضوْء القمَر،
الجبالُ وهي تشربُ سحابةَ ياقوتٍ أزرقَ،
الظهيرةُ الذهبيةُ الصامتةُ وساعةُ السّمَر،
عناقُ الشُّجيراتِ الخضراءِ
حيثُ تلتفُّ نبتةٌ متسلّقةٌ بأخرى،
ومن تربةٍ قرمزيّةٍ تنبتُ السراخسُ
وتزيّنُ الأوركيد شِعافَ الشجر.
صميمُ قلبي، بلادي
سماؤُها الزرقاءُ بلا شفَقةٍ،
عندما يعتلُّ قلبٌ بيننا.. نرى
ماشيةً تموتُ ونشعر بحرقةٍ،
تتراكمُ غيومٌ رماديّةٌ،
وتهلُّ البرَكةُ من جديد
تُقرع كطبولِ جيشٍ
مطرٌ غزيرٌ وفاتحةُ عيدٍ.

صميمُ قلبي، بلادي،
أرضُ قوس قُزحَ الذهبيّ؛
لأجلِ الفيضانِ والنارِ والمجاعةِ
تدفع لنا ثلاثةَ أضعافٍ ونرتوي..
راقبِ المراعي العطشى بعد أيامٍ
تكتسي غطاءً شفيفًا منَ الخضرةِ
يثخنُ وأنتَ تحدّقُ في سلامٍ ...

قلبُ بلادي من عقيقٍ أزرقَ،
أرضٌ عنيدةٌ باذخةُ الفصول؛
مَن لم يحبّها، لن يفهمَ ما أقولُ..
بالرغمِ من روعةِ ما في الأرضِ،
أينما قُدّر لي أن أموتَ،
أعرفُ إلى أي بلادٍ عسليةٍ
ستسافرُ أفكاري وتفوتُ.

_______________________________
ترجمة شريف بقنه
* دوروثيا ماكيلار Dorothea Mackellar شاعرة وأديبة من أستراليا (١٨٨٥-١٩٦٨)
* ‏* ‏كتبت الشاعرة هذه القصيدة مشتاقة لبلادها وهي في الثالثة والعشرين، كانت حينها في رحلةٍ لإنجلترا. نشرت القصيدة لأول مرّة في مجلة The Spectator اللندنية، سبتمبر ١٩٠٨.
My Country from The Closed Door By Dorothea Mackellar, Australasian Authors' Agency 1911.