17 يناير 2023

حلُمٌ بربري - شريف بقنه

Self by G.Dawnay
 "ها أنذا واقفاً بين يديك، لا أستطيع أن أفعل غير ذلك"
من صلاة اللاهوتي الألماني مارتن لوثر (١٤٣٨-١٥٤٦)

تعطّل الوقت ويبُس الكلام 
زمنٌ محبوس في قارورة 
والفم فوّهة مذعورة، 
جفتني الطمأنينةٌ  
منذ أن كُسرت جرّتي 
وانسكبت أقداري، 
ماذا عساني أفعل؟
 
أرسل بأجوبةٍ لسؤال مستحيل 
أروّض اللانهائية 
وأتخبأ في زاوية الدائرة 
أبحث فيّ عنّي
أجرّب خدعةَ الوعي تارةً
وأعبر وهم كينونتي
انقطع عن اللحظة 
أتوحّد في أوْج وعيي،
لا أتجنبه. 
تَخور فرائصي بأوجٍ باهظٍ
مربكٍ وثقيل. 
 
أشعرُ أنني لا أصلحُ لشيء
كيسٌ هلامي بقدمين 
أو بهلول بنخاعٍ شوكي 
تمضغني الدقائق علكةً عابرة
 أباري الأسئلة سجالًا لا ينتهي 
وينقصني قبَسُ الرشاد 
وسلوى المعنى. 
 
كل ما علي أن أزْجي الوقت 
أو ربما  يُزْجْيني، 
وتأخذ الطبيعة مجراها 
آكل، أنام وأقضي حاجتي
 منومٌ مغناطيسيًّا 
في هذا الحلم البربري.
 
مِنَ السّذاجةِ أن نفعلَ أي شيْءٍ بالكلمات 
والنجومُ ليسَت سِوى 
بصَقاتٍ منثورة في السّماء؛ 
يقول لي ماياكوفيسكي.
أتوقّف عن التفكير 
وأترك للموسيقى المهمة 
أنصت لصوتٍ بعيد: 
"سافر.. إياك أن تصل
الفائز من يقفز أعلى في المجهول"