20 يناير 2018

لحن جنائزيّ حزين - و ه أودن

قلّة من الشعراء استطاعوا بلوغ حزن أودن في قصيدته هذه، ووصفه لمصاب فقدان عزيز، حتى أن كثيراً من المشاهدين يذرفون الدموع عند قراءة القصيدة بصوت عالٍ في مشهد العزاء للفيلم الشهير «أربع زيجات وعزاء».
-------------
لحنٌ جنائزيٌّ حزينٌ
 و هـ أودن

أوقفوا الساعاتِ كلَّهَا، اقطعُوا التليفون،
امنعوا الكلبَ مِن العُواءِ واللِّهاثِ بعظْمتِه،
صمتٌ،
بيانو يعزفُ وصوتٌ كظيمٌ يتسرَّبُ من طبْلهِ
أحضروا التَّابوتَ إلى هنَا، وأقيموا الحِدادَ.

دعُوا الطَّائراتِ تحومُ فوقَ رؤوسِنا وتنُوحُ
مغبِّشةً زُرقةَ السَّماءِ «لقدْ مات».
وعلَى أعناقِ الحمام الأبيضِ اربِطُوا شارةَ الحِدادِ،
دعُوا رَجُلَ المرورِ يلبَسُ قفّازاتٍ منَ القطنِ الأسودِ.

لقد كان شَمَالِي، جنوبِيْ،
كان شرقِيْ وغربيْ،
كان أُسبوعَ عملِي وعطلتي
كان ليلي ومنتصفَ ليلي،
حديثي وأغنيتي
لطالما ظننْتُ أنَّ الحبَّ يبقى إلى الأبدِ، لكنَّني كنتُ مخطئًا.

النُّجومُ لم تعدْ مرغوبةً الآنَ،
فرِّقوا كلَّ واحدةٍ عنِ الأخرَى
احبسُوا القمرَ وشرِّدوا الشَّمسَ
اسكبوا المحيطَ بعيدًا مِن هنَا واكنسوا الأرضَ
لا شيئًا مطلقًا بعد اليومِ
 يُمكنهُ أنْ يأتيَ بأيِّ خيرٍ.
_________________

ترجمة شريف بقنه
* ويستن هيو أودن (١٩٠٧-١٩٧٣) شاعرٌ إنكليزيٌّ أمريكيٌّ.
Funeral Blue from Collected Poems by W.H. Auden, 1991 by Vintage