أنتقل إلى استعارة أخرى: المترجم كمستكشفٍ للغموض وفنانٍ خفي. فهو لا يكتفي باكتشاف خبايا النص، بل يفتح أبوابه الموصدة لاستنطاق فسحة التأويل، ويعيد تشكيله كقطعة فنية بلغة جديدة. هنا نستحضر قول أمبرتو إيكو: «الترجمة هي قول الشيء ذاته تقريبًا»[3]، لكن كلمة "تقريبًا" تحمل في طياتها مغامرةً إبداعية، خاصةً إذا كنا نتحدث عن ترجمة النصوص الأدبية. يسبر المترجم أغوار النص، يكتشف طبقاته الخفية، ويسعى لتقديمه بلغة جديدة دون أن يفقد سحره وخاصيته الفنية. المترجم هنا أشبه بعالم آثارٍ يزيل الغبار عن النص ليُظهر جماله الخام. وكما يوضح لورنس فينوتي في كتابه "اختفاء المترجم": «يُطلب من المترجم أن يكون حاضرًا في النص، لكنه يُجبر على الاختفاء في الوقت ذاته»[4]. هذا التناقض المحوري يجعل الترجمة فنًّا خفيًّا، حيث تُنسج لغة المترجم في نسيج النص دون أن تترك أثرًا.
02 مايو 2025
المترجم كاتبًا خفيًّا: متى تصبح الترجمة عملًا أدبيًّا جديدًا - د. شريف بقنه
أنتقل إلى استعارة أخرى: المترجم كمستكشفٍ للغموض وفنانٍ خفي. فهو لا يكتفي باكتشاف خبايا النص، بل يفتح أبوابه الموصدة لاستنطاق فسحة التأويل، ويعيد تشكيله كقطعة فنية بلغة جديدة. هنا نستحضر قول أمبرتو إيكو: «الترجمة هي قول الشيء ذاته تقريبًا»[3]، لكن كلمة "تقريبًا" تحمل في طياتها مغامرةً إبداعية، خاصةً إذا كنا نتحدث عن ترجمة النصوص الأدبية. يسبر المترجم أغوار النص، يكتشف طبقاته الخفية، ويسعى لتقديمه بلغة جديدة دون أن يفقد سحره وخاصيته الفنية. المترجم هنا أشبه بعالم آثارٍ يزيل الغبار عن النص ليُظهر جماله الخام. وكما يوضح لورنس فينوتي في كتابه "اختفاء المترجم": «يُطلب من المترجم أن يكون حاضرًا في النص، لكنه يُجبر على الاختفاء في الوقت ذاته»[4]. هذا التناقض المحوري يجعل الترجمة فنًّا خفيًّا، حيث تُنسج لغة المترجم في نسيج النص دون أن تترك أثرًا.
02 يناير 2021
«طبيب سعودي» يترجم 100 قصيدة عالمية
السبت 13 ربيع الثاني 1442هـ - 28 نوفمبر 2020م، معاوية الأنصاري - جريدة الرياض
جمع الأديب والمترجم وطبيب الجراحة د. شريف بقنة 100 قصيدة عالمية تمكن من ترجمتها إلى العربية في موضوعات متنوعة، بين الحب والعشق، والحزن والموت، وأخرى للبهجة والفاقة والبؤس. قصائد تستدل بآثار الخطى، وتتبع خيط الأمنيات، تحكي حكايات المسحوقين، وتستجدي آمالا آيلة للموت، كما يقول في مقدمة الكتاب الصادر في أكتوبر الماضي عن دار ميلاد في 184 صفحة من القطع المتوسط، تحت عنوان: «بعد أن ولدت حبسوني داخلي».
قبل أن يبدأ الدكتور شريف عرض القصائد المترجمة استهل كتابه بفذلكة حول تحولات الشعر وتطوره متأثرا في ذلك بالحراك والسيولة الكونية الدائمة، ليعبر من خلال هذا المدخل نحو الترجمة الشعرية بعد أن باتت ضرورة حضارية وثقافية، معتبرا إياها حصان المعرفة وقدحها المعلّى في رهان التنوير والحداثة، رغم كل ما يعترض طريق الترجمة الشعرية من عقبات واستدراكات بدأت منذ زمن الجاحظ الذي يقول: (الشعر لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى ما حُوّل تقطع نظمه، وبطل وزنه) .
26 نوفمبر 2020
100 قصيدة مترجمة يحبسها شريف بقنه في كتاب
الجمعة 06 نوفمبر 2020 03:18 - جريدة عكاظ علي - فايع (أبها) alma3e@
100 قصيدة مترجمة إلى العربية أهداها الشاعر والمترجم شريف بقنه إلى ابنه الصغير جواد الذي رحل دون أن يخبره عن أشياء كثيرة، منها أنّ العالم أكبر بكثير من منزل جدّته وأنه أفظع منه كذلك!
يفتتح بقنه هذه القصائد المترجمة من لغتها الأم اللغة الإنجليزية بمقدمة عن الشعر وبقصيدة «لحظات» لبورخيس التي اختلف كثيرون على نسبتها إليه، لكنّ بقنه يؤكد في هامش هذا الكتاب أنّ نسخ هذه القصيدة قد تعددت وكذلك مؤلفوها، إلاّ أنّ هذه النسخة هي الأكثر شيوعاً ونسبة إلى بورخيس نقلاً عن مجلة (plural) الأدبية المكسيكية التي نشرتها في عدد مايو 1989.
أما القصائد التي تمّ انتخابها للترجمة في هذا الكتاب فقد انطلقت من رؤية المترجم للشعر وأنه لم يعد على ما يرام كما يقول تشارلزسيميك، بعد أن فغر رامبو القرويّ فاه، إذ تجاوز الشعر قالب البيت والقافية واللحن، وقوالب التعبير الكلاسيكية صوب قوالب القطعة الفنية العابرة للأنواع، لتصبح مهمة الشعر ومواضيعه أكثر تأملاً في ماهية الفن، وأكثر بحثاً عن الهوية، فبات الشعر أكثر تجزيئاً، وأقلّ شمولاً، وكانت النتيجة أنّ عاطفة الشعر تهذبت، ونضجت، واقترنت برؤى وأحداث ومواقف، وتخلّص النصّ من زوائده الجياشة، ونتوءاته الهوجاء كما يقول!
09 أكتوبر 2020
أدب الفقد - هناء حجازي
قبل أيام عندما وقفنا على القبر المفتوح أنا وإخوتي لم نذرف دمعة واحدة، أصبحنا نعرف أن بئراً بذاك العمق لا تمتلئ بهكذا ماء. فبدأنا نبكي مثلما كان يبكي هو، بطريقة مختلفة، وغريبة ومفزعة، كان الماء يدخل إلى أعيننا ولا يعود.
هذه الكلمات مقتطفة من قطعة فنية غاية في البراعة كتبها مازن سرحان في رثاء أبيه. قال في نفس النص في عبارات سابقة، منذ أن غاب جدي حسين سرحان آخر مرة في العام 1413 لم يعد، وبكى عليه زامل بطريقة مختلفة وغريبة أفزعتني، حيث كان الماء يدخل إلى عينيه ولا يعود، أصبح هذا النوع من البكاء مألوفاً لدي الآن.
06 أغسطس 2018
بقنة: المغالاة في أمانة الترجمة الأدبية خطأ

03 يونيو 2016
الغياب.. وقود الحب عند الفلاسفة
07 فبراير 2015
تسلّق قمّة جَبَل الجليد (شهادة في الترجمة الشعرية)
سأسرد في شهادتي هذه عددا من الاستفهامات و التقريرات تستند على تجربة متواضعة في ترجمة الشعر و كتابته، بدأتها منذ مايزيد عن العشر سنوات بقليل. لطالما شبّهت ترجمةَ الشعر بصعود العاري صوب قمة جبل الجليد، فمايظهر للعيان من كومة الجليد لا يعدو كونَه قمة تقف عل جبل غارق في المدى، ولكن في القمة فقط تُفصح غمام الرؤيا عن نفسها وتنكشفُ جنّةُ التأويل.
رغماً عن ذلك وعَطفاً عليه، فليس هنالك من مَخرَجٍ أو اعتذار عن ترجمةِ الشعر، ذلك أنّ الحياةَ مستمّرة حتى اللحظة على الأقل وبالضرورة فالشّعر مستمر، إذا ما اعتبرنا أن الشعرَ ثمرَةُ التّوت الناضجةِ والحُلوة في قمة شجرة الثقافة الإنسانيّة فليس هنالك من اعتذار، يقول بيار ليريس": ترجمة الشعر أمر مستحيل, مثلما الامتناع عن ترجمته أمر مستحيل" هكذا فإن ترجمةَ القصيدة ممكنةٌ و مستحيلة، والخيانة واقعةٌ لا مناصَ عنها، إلا أنّها مستّحقة لا تعويضَ لها. ولكن، كيفَ يُمكِنُ أن تكونَ خيانةً لائقةً بشرَفِ الغِواية!
19 أكتوبر 2014
تحليق في سماوات أخرى - شريف بقنه يترجم مختارات للشعر الأمريكي (جريدة الاتحاد)
27 سبتمبر 2013
مختارات الشعر الأمريكي لشريف بقنة ترفع الستار عن أمريكا.. (جريدة الرياض)
اختار قصائد تمتد لمئتي عام..
مختارات الشعر الأمريكي لشريف بقنة.. ترفع الستار عن وجه أمريكا الآخر

23 يوليو 2013
قراءة في ترجمتين لقصيدة أليوت "نحن الجوف" (ايلاف الالكترونية)

04 مارس 2013
السعودي شريف بقنة يترجم مختارات من الشعر الأميركي (مقال - جريدة الثورة)
الأحد 23-10-2011
سنقرأ في «مختارات من الشعر الأميركي» التي اختارها وترجمها الشاعر السعودي شريف بقنة، وصدرت عن دار الغاوون في بيروت، مجموعة من القصائد المترجمة لسبعة عشر شاعراً وشاعرة
شكلوا أعمق وأكثر التجارب الأميركية شهرة وإبداعاً، وتجمعهم أيضاً حداثة الشعر وتصوراته الجديدة ولكنهم أيضاً من الشعراء الذين ترجموا كثيراً وفي أزمنة مختلفة، مما جعل شريف بقنة يتحرى نصوصاً بعينها لترجمتها مع النصوص المعروفة والأكثر شهرة لهؤلاء الشعراء، تلك النصوص التي يترجمها بقنة, وهو الشاعر, أيضاً بلغة حديثة لا يبدو فيها تحميل النص الأصلي بكلمات فائضة أو لسد رمق المعنى أو محاولة خلق معنى لمجرد أنه يتواءم أو يتطابق، بل تتواصل مع النص على مستوى فهمه في دلالاته وتعبيراته، وعلى مستوى واقع شعرية كل شاعر
وحساسيته مع اللغة العصرية.
نقرأ لشعراء طالما قرأناهم مترجمين، وعرفنا عنهم الكثير، لكن بقنة يذهب بنا إلى تعريف موجز لكل شاعر ثم يختار عدداً من النصوص أو نصاً واحداً طويلا نسبياً، كما هي الحال مع أولى تلك التجارب الشعرية لوالت ويتمان وقصيدتيه «طفل قال ما هو العشب؟» و«لمحة»، ومع الشاعرة الشهيرة إيميلي ديكنسون ونصوص ربما لم تترجم من قبل، بل ونص لا نشعر معه أنه مترجم, ثم نقرأ لآخرين مثل روبرت فروست، ووالاس ستيفنز، ووليام كارلوس وليامزو, وعزرا باوندو, وهيلدا دوليتلو, وت. س. اليوت، وكامنغز، وأودن، واليزابيث بيشوب، وروبرت لويل، وآلن غينسبيرغ، وآن ساكستون، وسيليفيا بلاث، ومن زمن المترجم مايا انجيلو، وجون آشبري..
إنهم مجموعة من الشعراء الذين شكلوا تجربة حديثة في الشعر وربما يصعب أن نحدد ما يجمعهم في هذه المجموعة على وجه الدقة، أو بعبارة واحدة، لكن الشعر الحديث ولغة إنسان اليوم وقضاياه وطريقة تعبيره هي ما يتقاطعون فيها عموماً.
الترجمة مع شريف بقنة ليست تلك الصورة المنقولة بحرفة المهني وجاهزيته عبر معمل اللغة والقاموس، وليست روح النص فقط بل هي هذا الفضاء الذي يستوعب حاسة النص ودلالته ثم يفرغ لغته بمفرداتها، وتقنية نصه من حمولات قد تثقل كاهل النص الأصلي فلا نصل إلى القيمة من وراء أي ترجمة، والتي برأيي هي أن نقرأ تجربة شعرية تمس المعنى وتشف عنه كمرآة وأن نقرأ إبداعاً خلاقاً وموازياً.
27 سبتمبر 2012
المسيرة الإلكتروني عمل مؤسسي بجهد فردي (حوار جريدة الجزيرة)
المسيرة الإلكتروني عمل مؤسسي بجهد فردي شريف بقنة لـ(الثقافية):
الترجمة الأدبية في السعودية مجرد جهود فردية تفتقر للدعم والتشجيع
«هي محاولة لأنسَنة رقائق السيلكون؛ محاولة جادة تتوسل الإبداع والتنوير وتنأى عن المنمّط والمُستهلك توثق الأعمال الهامة في المشهد الأدبي العربي والعالمي وتؤكد وجود محتوى إلكتروني عربي قيم وثري» هذه العبارة ستشد انتباه القارئ بمجرد دخول (المسيرة الإلكتروني)، وسيلفت انتباهه أيضاً الانتقاء المميز والدقيق لمقطوعات ونصوص من الأدب العربي والعالمي وترجمات قام بها صاحب المسيرة بنفسه مقسماً إياها لستة أبواب تجمع (آسيا، أوروبا، أمريكا، إفريقيا وجائزة نوبل) والتي أطلق عليها الموسوعة العالمية للشعر والآداب. وبدخول عالم المسيرة ستجد نفسك بجولة ثقافية حول العالم ابتداء بالشعر الروسي، الإسباني، الإيطالي، البولندي، التشيكي والمجري وغيره مروراً بالفكر والفلسفة الصينية والسريالية والحديثة مصنفاً النصوص حسب البلدان ككولومبيا، أكرانيا وبلجيكا بقائمة تطول وتتنوع تمنح القارئ تنوعاً لذيذاً وتثري المحتوى العربي على الإنترنت بمادة غنية ورفيعة المستوى تستحق المتابعة.
25 أغسطس 2012
بقنه يتعاطي المركب الإبداعي الأصعب (ترجمة الشعر) رغم كل مشاغله كطبيب (أنحاء)

24 يوليو 2012
الوجه السريالي وبربرية الرنين - شريف بقنه (جريدة الرياض)

في أمسية شعرية بنادي أبها الأدبي بقنة: الشعر ليس حرفة و إنما ... (جريدة الوطن)

مدن العزلة لشريف بقنه - عزلة الشاعر عما يربطه بالعالم (جريدة الدستور)
بيروت - الدستور - سيمون نصار: ( عندما ترن ساعة المنبه ـ قرب رأسك الموسد ـ كل صباح ـ تذعر العصافير من نافذتك ـ ويبتدىء الفساد ). أو: ...( الشعر ـ حياتي السرية ـ نافذتي في السماء ـ ألوذ فيها ببكارتي ـ عن عنوسة العالم ).
هكذا يختصر شريف بقنه في كتابه الجديد"مدن العزلة"الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2007 . العزلة الفريدة التي يعيشها الشاعر في ذاته ، بعيدا عن العالم ، عزلة متراصة في داخل الشاعر كما لو أنها مشط أسنان متراصة في فك مفتوح على المجاهيل.
على أن الفرد الواحد ، غير الشاعر ، بالضرورة ، يحيا ، كذلك ، عزلات حادة مع نفسه والعالم. فلا يمكن التفريق ، هنا ، في عزلة المدن ، بين شاعر وآخر إلا في الرؤية التي تتيح لأحدهما تخيل مقدار هذه العزلة في باطنه إنما ليس من حوله.
فالقراءة المجردة للمدن ، توحي كما تخلصُ الى أن المدن هي ملكوت العزلة. عزلة الفرد عن عالمه الداخلي وضياعه في عالم الخارج وأيضاً عزلة الخارج عن الداخلي بشكل يجعل من أنا الفرد عاملاً محفزاً للاستقرار الباطني. والعزلة بهذا المعنى ، هي ما نشاطر الآخرين به في مكان مليء بالآخرين حتى التخمة.
إذ لا يمكن تكريس العزلة لدى الأنا التي تعيش بوحدها بل عليها لأن تفهم معنى العزلة ومقدار تأثيرها على الأنا أن تشارك آخرين في مكان واحد.
من هنا ، جاء الترابط الدائم في الأدب ، تحديداً ، بين العزلة والمكان المكتظ بالآخرين. غير أن للشاعر حكاية أخرى ، تتقاطع مع الآخرين ، لكنها في الوقت عينه ، تعيش ذاتها منفردة عنهم. أيضاً ، كما لو أنها ضرس ينخره السوس ضمن مجموعة سليمة من الأسنان والضروس.
فلو اعتبرنا بحسب النظرية الطبية بأن أضراس العقل هي الأكثر تعرضا للأمراض والتسوس وبالتالي الخلع المبكر. يمكننا عندئذ مساواتها مع الشاعر الذي يعيش عالم يبدو سوياً بالنسبة للآخرين ومعتوهاً بالنسبة للشاعر. إذ تقف الرؤية الشخصية هنا لجوهر العالم. في الموقف الضدي.
أي ذلك الموقف الذي لا يرى النجاعة في كل ما يحيط به بل يراها في اللغة الكاسرة للعزلة ، التي تترفع بالأنا على ما غيرها من أشياء النوافل. حيث يمكن أن تكون اللغة في مكان ما من هذه العزلة نافلّ آخر يضاف الى مجموعة هائلة من ما يتكدس في اليوميات ويغيب كأنه سراب يضاهي الواقع في واقعيته ووجوده الغير مستدام.
فالشاعر بحسب جان بول سارتر ( لا يترفع باللغة ) إنما يعيش فيها حياةً تكاد تشبه حيوات الآخرين ولا تتقاطع معها. وهذا يحيلنا الى العزلة نفسها ، تلك التي يعيشها الفرد أو الشاعر لكن بدون أن يتمكن الطرف الأول من التعبير عنها سوى بالنوافل في حين أن الشاعر يعبر عنها بما يترائى له أنه غير نافل أي اللغة. والشاعر هنا ، هو الفرد الذي يعيش عزلة الآخرين بهلوسات لا تتشابه مع واقعية الآخرين وعيشهم.
والحق ، أن شريف بقنة في هذا الديوان لا يعيش عزلته كما تمده بها يوميات الحياة. بل يخلق من هذه اليوميات عزلة ليفضحها بكلام يبدو للوهلة الأولى أنه غير تقريري. في أن معاودة القراءة ، وإنسجام القاريء معها ، أي تلاصقه بها من حيث عيش المضمون. يمكنه من كشف التقريرية التي تتناسل من نص لآخر في شكل لولبي يتصاعد الى ذروة الأنا.
والخلاصة هنا تكون على شكل درامي متراص وخيالي ( موسيقى تغسلني في الليل \ كائناً كونياً \ كل يوم عنده \ عالم بأكمله \ أولد في أوله \ وأموت عند ساعة الصفر ). وهذا من مفردات العزلة وضدية العيش في نوافل اليوميات.
ينسج شريف بقنه قصائده من وخيلة واهمة ، لكنها مع ذلك ، مثقفة ، واعية ، مترابطة المخيلة ، قوية ، نفاذة ، ومتماسكة التركيب والبنيان. ما يجعل منه صوتاً شعرياً يضاهي الآخرين من أبناء جيله ومواطنيه. فالعزلة التي يعيها ويحققها في الصحراء لا يمكن لأحد آخر تحقيقها في بيئة مماثلة يبنى الشعر فيها على رصد الوقائع ومحاكاتها.
مدن العزلة لشريف بقنه الشهراني - عزلة الشاعر عما يربطه بالعالم
جريدة الدستور 14 تموز 2007
أنطولوجيا شعراء المملكة العربية السعودية: يصرون على البحر (جريدة الرياض)
