‏إظهار الرسائل ذات التسميات آن سكستون. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات آن سكستون. إظهار كافة الرسائل

الثلاثاء، 7 أغسطس 2018

أريد أن أموت - آن سكستون

بما أنّكم تسألون، فأنا لا أتذكّرُ معظمَ الأيّامِ.
أسيرُ في لباسي، ولا أشعرُ بزخمِ الرّحيل.
هكذا يعاودُني ذاك الشّبقُ الذي لا يُسمَّى.

حتّى إن لم يكن لديَّ شيءٌ ضدّ الحياةِ حينَها،
فأنا أعرف جيّدًا شفيرَ الأعشابِ التي تذكرون،
وذلك الأثاثَ الذي وضعتموه تحتَ لهبِ الشّمسِ.

غير أنّ الانتحاراتِ لها لغتُها الخاصّةُ.
تمامًا كالنّجَّارِ
الذي يريدُ أن يعرفَ كيفَ يستخدمُ الأدواتِ،
دون أن يسألَ مطلقًا: لماذا يبني؟

لمرَّتَينِ وببساطةٍ أعلنتُ عن نَفْسي،
امتلكتُ العدوَّ، ابتلعتُ العدوَّ،
وعلى مَرْكبِهِ أخذتُ معي سِحْرَه.

وفي هذه الطّريقِ، مُثقلةٌ ومُستغرقةٌ
أدفأُ منَ الزّيتِ أوِ الماءِ،
استرحتُ،
وسالَ مِن فوَّهةِ فمِي اللُّعابُ.

لم أفكّرْ في جسدي عند وخزِ الإبرةِ.
حتّى قرَنيَّتيّ وما بقِي فيَّ من بَوْلٍ، اختفيا.
الانتحاراتُ كانت قد خانتِ الجسدَ مسبقًا.

الصّغارُ لا يموتونَ عادةً،
غير أنهم ينتشونَ،
لا يستطيعون نسيانَ لذَّةَ مُخدِّرٍ
حتّى أنّ الأطفالَ سينظرونَ ويبتسمون.

أن تَسحَقَ تلكَ الحياةَ كلَّها تحتَ لسانِك!
ذلك وحده يستحيلُ شغَفًا.
ستقول: عَظْمةُ بائسةُ للموتِ، كَدمةُ حزينةُ.

مع ذلك ستنتظرُني هي عامًا بعد عامٍ،
لتمحوَ برقَّةٍ جُرحًا قديمًا،
لتُخلّصَ شهقتي من سجنِها الكريهِ.

نتساوَى هناك، الانتحاراتُ تلتقي أحيانًا،
نحتدمُ عند فاكهةٍ وقمرٍ منتفخٍ،
تاركينَ كِسرةَ الخبزِ التي أخطأتْها قبلاتُهم.

تاركينَ صفحةَ كتابٍ مفتوحةً مُهملةً،
وسمَّاعةَ هاتفٍ معلَّقةً
لشيءٍ لم يُلفظْ بعد،
أمّا الحبُّ، أيًّا يكونُ، فليس سوى وباءٍ.
________
ترجمة شريف بقنه 
* آن سكستون (١٩٢٨-١٩٧٤) شاعرةٌ أمريكيّةٌ
* كتبت آن سكستون هذه القصيدةَ للإجابةِ عن السّؤال الذي وجّهه العالم إليها وإلى صديقتها سيلفيا بلاث وغيرهما ممن حاولوا الانتحار: «لماذا تريد قتل نفسك»؟
"Wanting to Die” from The Complete Poems by Anne Sexton, 1981 by Houghton Mifflin Company. Copyright by Linda Gray Sexton

الأربعاء، 17 يوليو 2013

حجرة حياتي - آن سكستون (قصيدة مترجمة)

حجرة حياتي - آن سكستون (قصيدة مترجمةهنا،
في حجرة حياتي
الأشياء لا تلبث ﺃن تتغيّر.
مطافئ السجائر تُسمِعُ خشب الحائط نحيبها
ثمانية وأربعون حرفاً للآلة الكاتبة
يستحيل كل منها
مقلةَ عينٍ لن ترمش أبداً.
الكتب،
كل كتاب جمالٌ محض
يتنافس في مسابقة جمال،
الكرسي الأسود،
تابوت كلب مخمليّ القماش،

الاثنين، 30 يوليو 2012

آن ساكستون - مقدمة و سيرة ذاتية

آن ساكستونولدت آني جراي هارفي في نيوتاون بماساتشوستس العام 1928. تعلّمت في كلّية جارلاند جونيور لسنة واحدة، ثم تزوّجت من ألفريد مولر ساكستون الثاني في سن التاسعة عشرة. عاشت بعد ذلك في سان فرانسيسكو وبالتيمور. العام 1953 ولدت ابنتها الأولى، وفي العام التالي أُصيبت بحالة اكتئاب ما بعد الولادة الحادّ، وبدأت تعاني أولى نوبات الانهيار النفسي والعقلي، أُدخلت على إثرها إلى مستشفى الأمراض النفسية «لودج ويستوود»؛ المستشفى التي ستزورها مراراً بعد ذلك. بعد ولادة ابنتها الثانية، العام 1955، عاودتها نوبات حادة من الاكتئاب فأُدخلت المستشفى من جديد، ما اضطُرَّ ولدَيها للعيش مع جدَّيهما (والدا زوجها). وفي تلك السنة نفسها، قبل عيد ميلادها، قامت ساكستون بأولى محاولاتها للانتحار.

شجّعها طبيبها لمتابعة كتابتها للشعر والذي بدأته أثناء دراستها الثانوية، وفي خريف 1957 أدرجت ساكستون اسمها لأول مرّة ضمن المسجّلين في ورشة شعرية بمركز بوسطن لتعليم البالغين؛ هناك حيث التقت بالشاعرة ماكسين كومين وأصبحت صديقتها الحميمة، وقد كتبت كومين في مقدّمتها للقصائد الكاملة لآن ساكستون، أن «كتابة الشعر هو ما أعطى ساكستون القدرة على العمل ومقاومة الحياة حتى آخر أيامها».