الجمعة، 10 ديسمبر 2021
نهايةُ القارّة - روبنسون جيفرز
الجمعة، 17 سبتمبر 2021
شذرات من كتاب «مذكرات العمى» جون هال
لم يُكتب: "أمسك بطرف الخيط*" في جلسة كحكايةٍ أو سردية، ولكن كُتِب وسُجّل على فترات - في البداية يوميًا، ثم بشكل دوري - بعد أن فقد البروفيسور هال بصرَه تمامًا، في الأربعينيات من عمره. ما يقدمه هو ملاحظات مؤثّرة في طبيعتها ووضوحها، ملاحظات حول كل جانب من جوانب حياته وعالمه الداخلي الذي تحول وقتها وبشكل مُرعب. يصِفُ كيف يعبر الشارع. كيف يمكن للمرء أن يضيع بشكل مروّع وكلّي عندما يكون أعمى؛ كيف يجد المرء نفسه مُتجاهلاً أو مستصغرًا؛ كيف أن ذكريات وصور وجوه الناس، وجه المرء أيضًا، لم تعد مُحدّثة لافتقاد الرؤية الفعلية، تصبح متحجّرةً أولاً، ثم باهتةً ثم تختفي تمامًا؛ كيف تتغير العلاقات مع الأسرة؛ كيف تصبح مفاهيم: "المكان"، "الفضاء"، "هنا"، "هناك"، "الحضور"، "المظهر"، بكل درجاتها، مع التقدّم في المرض والعمى، خالية تمامًا من المعنى. لم يكن هناك أبدًا، على حد علمي، كتابٌ فيه قراءة دقيقة ورائعة (ومخيفة) لكيفية التلاشي التدريجي للعين الخارجية، ليس ذلك فحسب، بل التلاشي "للعين الداخلية" أيضًا؛ الخسارة المطّردة للذاكرة البصرية، والصوَر البصرية، والتواؤم البصري، والمفاهيم البصرية (في وقتٍ ما، كان لا يتذكر ما إذا كان الرقم 3 يُشير إلى الخلف أم إلى الأمام)؛ في رحلته المستمّرة والتي استغرقت خمس سنوات وأخذته إلى الحالة التي أسماها: "العمى العميق".
الملاحظات كانت دقيقة، وبنفس القدر عميقة: أمعَنَ النّظر في كل شيء، واستكشفه إلى أقصى حدوده، كل تجربةٍ في الكتاب سلكت طريقًا، وأثمرت حصادًا كاملًا من المعاني. نظرات هال الثاقبة، وجمال لغته، تجعل هذا الكتاب شعرًا؛ عمق تأمّلاته يحولها إلى فلسفة أو فينومينولوجيا. لو كان فتجنشتاين أعمى، لكتَبَ مثل هذا الكتاب، معبرًا عن أعماق فينومينولوجيا الإدراك المتغيرة على الدوام. وبالفعل، فإن استخدامه للاسكتشات القصيرة والملاحظات المُبهرة عنها، يجعل: "أمسِكُ بطرَف الخيط" مشابهًا وبشكل غريب للتحقيقات الفلسفية." أوليفر ساكس (تمهيد الكتاب)
** ** ** ** **
8 يناير 1983
" إذا قبَلت هذا الشيء، وإذا أذْعنت، فسأموت. سيكون الأمر كما لو أن قدرتي على المقاومة، وإرادتي في المقاومة محطّمة. من ناحيةٍ أخرى، يبدو أن رفض الإذعان، رفض القبول، أمر عديم الجدوى. ما أحاول أن أرفض قبوله هو محْضُ الحقيقة.
هذه إذن هي المُعضلة. أنا في حضور واقعٍ لا يمكن تقبّله."
الترجمة.. جسر الحضارة وحوار الشعوب
الاثنين 23 ذو الحجة 1442هـ 2 أغسطس 2021م - جريدة الرياض
تحقيق - بكر هذال
تشكل الترجمة جزءاً مهماً من التقارب بين حضارات الشعوب، وتحظى باهتمام خاص ضمن إطار تحقيق التقارب بين الثقافات الأوسع على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية كمساحة مشتركة لتبادل الخبرات والثقافات.
وفي السنوات الأخيرة ساهمت الترجمة من خلال الكُتب الثقافية والأدبية والعلمية بالإضافة إلى الروايات والقصص الأجنبية التعريف بثقافات الشعوب، وأثرت كبار الشركات والمواقع الإلكترونية الساحة الثقافية بالتراجم لكبار المؤلفين والمؤرخين مما سهّل على القارئ العربي الاطلاع على الثقافات المختلفة.
حول هذا الموضوع «الرياض» التقت بعدد من المختصين في مجال الترجمة الذين أكدوا على ضرورة الترجمة التي تُعد من الروافد الثقافية المُهمة، ويجب الاهتمام بها لنقل صورة تليق بنا وبحضارتنا، وإبراز صورة بلادنا المشرّفة للعالم.
** ** ** **
ركب الحضارة
في البداية تحدث محمد بن عودة المحيميد –رئيس وحدة الترجمة بمركز البحوث والتواصل المعرفي، ومُهتم بتأليف الأعمال التاريخية والتوثيقية والاجتماعية- قائلاً: الترجمة هي الجسر الذي تعبر من فوقه العلوم والفنون، أو لنقل الثقافات والحضارات من ضفة إلى أخرى أو من أمة إلى أخرى، ولن تجد قصوراً في أمة في مجال الترجمة ونقل العلوم إلا كان ذلك مؤشراً على تخلفها عن ركب الحضارة، ولو قَصَرْنا حديثنا على الجانب الثقافي فقط لوجدنا أن معظم العرب الذين اطلعوا على الآداب العالمية وما أنتجته عبقريات الدنيا في الشعر والنثر والنقد، قرؤوا تلك الأعمال الخالدة مترجمة باللغة العربية، قليل لدينا من يتحدث الروسية أو الإسبانية مثلًا، ومع ذلك نجد أن كثيرًا من المثقفين العرب قد قرؤوا أعمال دوستويفسكي وتولستوي، أو غابرييل ماركيث "مئة عام من العزلة"، وكثير من الأعمال الأدبية الخالدة من الشرق والغرب، قد يقول قائل إن بعض هذه الأعمال ترجمت عن اللغة الإنجليزية وهذا ما يثبت صحة كلامنا، إذ إن أكثر البلدان تطورًا هي تلك التي تتحدث الإنجليزية، وهي أنشط الشعوب في عملية الترجمة.
الثلاثاء، 8 ديسمبر 2020
صلاةُ ما قبل الميلاد - لويس ماكنيس

لا تدَعِ الخفَّاشَ يمصُّ دمِي، ادفعْ عني
أذى الفأرِ واِبْن عِرْسٍ والغولَ أحنفَ القدمينِ.
إنّني لم أولدْ بعْدُ. واسِني.
أخشَى أنَّ الجنسَ البشريَّ
في سجونِهمُ المظلمةِ يحبسونني،
بمخدِّراتِهمُ القذِرةِ يُخدِّرونني، بالأكاذيبِ البيضاءِ يُغوونني،
في الصَّناديقِ السِّوداءِ يضعونني وفي حمَّاماتِ الدَّمِ يلقونني.
أنا لم أُولدْ بعْدُ. مُدَّني.
بالماءِ يُدلّلني، بالْعشبِ ينبُت حولي، بالأشجارِ تُحدّثُني،
بالسَّماءِ تُغنِّي لي وبضياءٍ في الطَّريقِ يُرْشدني.
أنا لمْ أولد بعْدُ. اغفرْ لي.
الخطايا يقترفُها العالمُ في رُوحي،
كلماتي عندما ينطقون بفَمي، أفكاري عندما
ينهبون رشادي، خيانتي يقترفُها الخونةُ خلفي،
حياتي عندما يُجهِزون عليها بيدِي،
مَماتي عندما يعيشون حياتي.
الجمعة، 24 يوليو 2020
نحيبٌ بعيدٌ من أفريقيا - قصائد مختارة للشاعر ديرِك والكُت

الجمعة، 22 مايو 2020
عيونٌ مثبّتةٌ بالدّبابيس - تشارلز سيميك

كم منَ الوقتِ
يقضي الموتُ في العمل،
لا أحدَ يعلم في أيِّ يومٍ
طويلٍ سيحلُّ. الزوجةُ
الصغيرةُ دائمًا وحْدَها
تكوي غسيلَ الموت.
البناتُ الجميلاتُ يضعْنَ
مائدةَ عشاءِ الموتِ.
يلعبُ الجيران البينوكل**
في الفناء الخلفيّ أو
يجلسون على الدَّرَج فقط
يحتسون البيرةَ. الموتُ،
في هذهِ الأثناء، في جزءٍ
غريبٍ من المدينة يبحث
عن شخصٍ بسعالٍ سيءٍ،
ما جدوى ترجمة الشعر؟ (فيديو لندوة أدبية - مهرجان رواشن الشعري 2020)
جلسة نقاشية "ما جدوى ترجمة الشعر؟"
الشاعر والمترجم د. شريف بقنة، الكاتبة والمترجمة إيمان أسعد
مديرة الأمسية: إيمان بن شيبة
مهرجان رواشن للشعر | دورة الشاعر أحمد العسم 2020
السبت، 14 ديسمبر 2019
المسيرة - جيم هاريسون

في الفجر وأنا أنصتُ لنداءاتِ الطيورِ، سمعتُ
صريرًا يخشخشُ على الحصى، مسيرةَ أقدامٍ
ملياريَّةٍ، صوتَ أقدامٍ صغيرةٍ لا تزالُ مبتلّةٌ
بالسّائلِ الأمنيوسيّ للأمِّ، قدمَيْ شيخٍ يمْشِي
الْهُوَيْنَى، أقدامٍ خفيفة جدًّا وأخرى متثاقلةٌ،
الجميعُ هناك وليسوا سويّةً. تتقاطعُ القوافل
بروّيةٍ؛ على ألا يمسَّ أحدٌ الآخرَ أو يعرقلَه.
يدخُلُ السَّائرونَ من أبوابِ المنازل ويخرجون
من أبوابها الخلفيةِ بعدَ أربعين عامًا. أخيرًا،
عرفتُ أنَّ الوقتَ ينهارُ في صعيدٍ واحدٍ
حيثُ كانوا طوالَ حياتِهم، وعرفتُ أنَّ
الوقتَ يتوقفُ كلّما توقّفَ قلبُ أحدهم
وهو يصعدُ من الأرضِ إلى السَّماء ليلًا.
______
ترجمة شريف بقنه
الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019
الخادمة - ناتاشا تريثيوي

الأحد، 16 يونيو 2019
لكنَّكَ لم تفعلْ - ميريل جلاس

الموتُ لا يُعوَّلُ عليهِ - هنري سكوت هولاند

بدونِ عنوانٍ - كريستوفر بوينديكستر

*كريستوفر بويندكستر (١٩٩١- ) شاعر وكاتب أمريكي
حجابُ العينِ - دينيس ليفيرتوف

السبت، 15 يونيو 2019
تجارب في الترجمة - سعد البازعي، تركية العمري وشريف بقنه
عزلة - إيلا ويلر ويلكوكس

الجمعة، 15 فبراير 2019
لامرأةٍ يصعُبُ أن يحبَّها الرِّجالُ - ورسان شاير

و هو يحاولُ ترويضَكِ
يعتبرُكِ طريقًا مستحيلًا
و بيتًا محترقًا
يقولُ إنَّكِ تُغمِّي عينيْهِ
إنَّهُ لا يمكنُ أنْ يتركَكِ أبدًا
لا يمكنُ أنْ ينساكِ
أو يرغبَ بأيِّ شيءٍ غيركِ
إنَّهُ يدوخُ عندَ لُقياكِ
و لا يقوَى علَى سِحرِكِ
وكلُّ امرأةٍ قَبْلَكِ أو بعدَكِ
ممهورةٌ باسمكِ
إنَّكِ تملئينَ فمَهُ
تُوجعينَ أسنانَهُ بذكرَى مذاقِكِ
إنَّ جسدَهُ ظلالٌ طويلةٌ تبحثُ عن ظلالِكِ
ما أنت عليه - وليام ستافورد

الأشياءِ الّتي تتغيرُ. لكنّهُ لا يتغيَّرُ.
يتساءلُ النَّاسُ عن ذلكَ الشيءِ الّذي تطاردُه.
عليك أنْ تشرحَ لهم عنِ الخيْطِ.
لكنْ منَ الصَّعبِ عليهم رؤيتُه.
كلَّما أمسكْتَ به لا يمكن أن تتيهَ.
تحْدُثُ المآسي. يلحقُ الأذى بالنَّاسِ
يلحقُ الموتُ بهم؛ تُعاني أنتَ ويتقدَّمُ بك العمرُ.
يمضي الوقتُ و لا يمكنُكَ فعلَ أيَّ شيءٍ لإيقافِهِ.
كلُّ ذلك ولن تتركَ ذلك الخيطَ يفلتُ منكَ.
------
ترجمة شريف بقنه
* وليام ستافورد (١٩١٤-١٩٩٣) شاعر أمريكي.
لكلِّ مَنْ سينامُ هذهِ الليلةَ - فيكرام سيث

لكلَّ مَنْ سينامُ هذه الليلةَ
بعيدًا عمَّنْ يُحبُّ،
لا وسادةً تجاورُ وسادتَهُ
ولا كتِفٌ تسندُ كتفَهُ.
اِعلمْ أنَّكَ لستَ وحدَكَ.
العالَمُ كلُّهُ يبكي دموعَك،
بعضُهم لليلةٍ أو ليلتيْنِ،
و آخرونَ لعُمُرٍ بأكملِهِ.
---
ترجمة شريف بقنه
* فيكرام سيث (١٩٥٤- ) روائي و شاعر هندي
أعِدُك - تايلر نوت غريغسون

أنّني سأحاولُ بكلِّ جهدي
لأنْ أكونَ أفضلَ،
لقد
صارعتُ أشياءً
في داخلي
لفترةٍ أطولَ ممَّا تظنين؛
لا أعرفُ
ما هي تلكَ الأشياءُ
ولا لماذا كانت هناك،
كُل ما أعرِفْه فقط
أنَّها أشياءٌ
يُمكنني القضاءَ عليها،
وهزيمتَها،
فقط
عندما تكونينَ
بالقرب منِّي.
ترجمة شريف بقنه
تايلر نوت غريغسون ( ١٩٨١- ) شاعرٌ أمريكيّ
إلى شابٍّ يريدُ الموتَ - غويندولين بروكس

البندقيةُ ستنتظرُ و البحيرةُ ستنتظرُ.
المرارةُ الفظيعةُ لقنينةِ السُّمِّ المغريةِ
يمكنُها أنْ تنتظرَ وتنتظرَ:
سوفَ تنتظرُ لأسبوعٍ: سوفَ تنتظرُ لشهرِ أبريل.
ليس عليكَ أن تموتَ في هذا اليومِ.
سيطيعُك الموتُ، ويسيرُ على مزاجِكَ و يتأخُّرُ.
أُؤكدُ لكَ أنَّ الموتَ سينتظرُ، الموتُ لديه
الكثيرَ منَ الوقتِ. الموتُ يمكنُه
أن يزورَك غدًا. أوِ الأسبوعَ القادمَ. الموتُ
يقِفُ على قارعةِ الطَّريقِ،
إنه الجارُ الملاصقُ لكَ؛
يمكنُه أنْ يلتقيَ بكَ في أيِّ لحظةٍ.