الجمعة، 3 نوفمبر 2017

ثُقبٌ كَوْني

أحتاجُ لفُسحةِ ضَياعٍ،
بعيدًا عن مواويلِ ملحمِ بركات و سيمفونيات تشايكوفيسكي و صوتِ الطَّبلِ للخطوةِ الشَّهريَّةِ،
بعيدًا عن قصائِدِ ريلكه وأحمدَ المُلّا و فلسفاتِ شوبنهاور،
بعيدًا عن أصواتِ نبضات مريضٍ على جهازِ الإنعاشِ
و الصدماتِ الكهربائيةِ لقلبٍ قدْ توقّفَ.

أحتاج لبنْجٍ في مُسدّسٍ ماكرٍ،
أحملُه في جيْبي وأضغَطُ على زنادِهِ متى ما أردتُ
أخونُ كلَّ شيءٍ و أتذكرُ النّسيانَ
أصحُو في الأحلامِ و أنفضُ رمادَ الأيَّامِ
و أسافرُ سُدًى عبْرَ شرخٍ في السَّماءِ
في زمرُّدِ التّشرُّدِ،
أَسقْطُ في ثُقبٍ كَوْنيٍّ ،
فما أروَعَ الضياعَ على طريقةِ الكوْن.

أحتاجُ للحظاتٍ (خارجَ النّصِّ)
ارتجالٌ ينسفُ كلَّ المواعيدِ المكرَّرةِ،
لرُبَّما أعودُ بعدَ ذلك طِفلًا مِن جديدٍ
بتلك الطَّاقةِ القُصوَى منَ الدَّهشةِ.
لربَّما أعودُ و قد تبّخرَّتْ
جميعُ الكُتُبِ التي كتبَتْها البشريّةُ،
و لنبدأْ العالَمَ حينَها مِن جديدٍ
و نُدمِن أفيونَ المعرفةِ مرةً أخرى
علَّنا نصِلُ لنتيجةٍ أقلّ ندَمًا.

شريف بقنه