04 يونيو 2021

الميناء - ديرك والكت


يُجدِّفُ الصَّيَّادونَ إلى منازلِهم عندَ الْغسَق،
بلا اعتبارٍ للسُّكونِ الذي يمرّون فيه كما النَّفَق،
لذلك لا ينبغي عليَّ أنْ أسألَ عن الشَّفَقِ
الآمنِ الذي وهَبتْهُ يداكِ، لأنَّ المشاعرَ غَرَقٌ
واللَّيلُ يلِحُّ على الكذباتِ القديمةِ
فتغمزُ النَّجماتُ وتحرسُ سنامَ الجبال،
على ألَّا يُسمعَ أيُّ سرٍّ يعودُ من البحرِ؛ الوقتُ يعرفُ نديمَه
ذلك المُحيطُ المريرُ الختَّالُ، حيثُ الحبُّ يرفعُ أسوارَه.
مع ذلك، هنالك آخرونَ يراقبونني في غياهبِ الجُبِّ
في بحرٍ أشدَّ بَطْشًا من أيِّ كلمةِ حُبٍّ،
لن يجِدوا غيرَ السّكونِ الذي يتركُه عبوري،
كلما سبَرت مياهً جديدةً بخدْعةٍ عتيقةٍ، بِظنوني؛
أمّا العاجزونَ بإمكانِهِم ركوبَ السُّفنِ ورجمَ الغيومِ،
وسماعَ شائعاتٍ صغيرةٍ عن صيّادينَ غرقُوا بالقربِ منَ النّجوم.

* ترجمة شريف بُقنه، عن مختارات مترجمة للشاعر ديرِك والكُت، دار روايات – الشارقة 2021
ديرِك والكُت (١٩٣٠-٢٠١٧) شاعر ومسرحي وكاتب من سانت لوسيا، حصل على جائزة نوبل للآداب (١٩٩٢) وعملَ أستاذاً للغة الإنجليزية قي جامعة بوسطن الأمريكية