04 أغسطس 2012

طفلٌ قال: ما هو العشب؟ (قصيدة) - والت ويتمان

الشاعر الأمريكي والت ويتمان
طفل قال لي ما هو العشب؟ 
كان يحمله إليَّ بكلتا يدَيه؛
كيفَ يُمكنُ أن أُجيبَ الطفل؟... 
إني لا أعرف عن ذلك أكثر مما يعرفه هو.

أظنّه قد يكون الإشارة إلى تشتُّتي،
بعيداً عن صخب المادةِ الخضراءِ المتفائلة.


أو أظنّ أنه منديلُ اللوردِ،
تذكارٌ وهديّةٌ معطَّرة سَقطَت عن عَمْد،
عُلِّق عليها اسمُ المالكَ بطريقةٍ ما في الزوايا، 
ذاك الذي قد نراه ونشير إليه، 
ثم نقول: مَن!

أَو ربّما إنّ العشبَ ذاته طفلة... 
أنجبت فتاة الأعشاب.

أو أظنّ أنه بزّةٌ هيروغليفيّة،
وتَعني، 
براعم منتشرة بالتساوي في البُقَع الواسعةِ والبُقَع الضيّقة،
براعم تنمو بين الناسِ السودِ كسواهم من البيضِ،

كانوك، توكاهو، عضو كونغرس، كفَّة الكُمِّ، 
أَعطِهم المِثْلَ، 
واستقبلهم بالمِثْلِ.

والآن يبدو لي الشَّعر غير المشذَّب الجميل للقُبورِ.

بلُطفٍ، 
هلاّ أستخدمُك أيّها العُشب المُجعَّد،
قد يكون أنّك تَرشح مِن أثداء الشباب،
قَد يكون لو أنني عرَفتهم لكنتُ أحببتهم؛
قَد يكون أنّك مِن كبارِ السنّ ومِن النساءِ، 
ومِن ذُرّية خُطفت على عَجَل من أحضانِ أمِّها،
وها أنت هُنا حضن الأمّ.

هذا العشب أكثر ظلمةٍ من أن يكونَ من الشعر الأبيض لعجوز،
أظلم مِن لحى الشيوخ عديمة اللون،
مُظلم ليأتي مِن أسفل الأسطُح باهتة الحُمْرة حتَّى الأفواهِ.

أوه! أخيراً ألاحظ الكثيرَ من الألسنةِ المُتلعثمة!
وألاحظ أنهم لا يَجيئون مِن سقوفِ الأفواهِ بلا مقابل.

أتمنّى أنني أستطيع أن أُفسِّر التلميحات 
عن الموتى من النساءِ والشباب اليافع،
والتلميحات عن الشيوخ والعجائز، 
وعن الذُرِّيةِ التي خُطفت على عَجَلٍ من أحضان أمّها.

ما الذي تعتقده يأتي مِن الشباب والشيوخ؟
ما الذي تعتقده يأتي مِن النساءِ والأطفالِ؟

هم أحياءٌ وبخير في مكان ما؛
البراعمُ الصغيرة تؤكّد أنّ الموت لم يكن هُناك،
وإنْ كان فلقَد افتتح أفقاً لحياة 
ولن يَنتظر عند النهاية ليكبحها،
ويقطع لحظةَ الحياة عندما تدبّ.

ينطلق الجميعُ إلى الأمام وإلى الخلف...
 ولا شيء ينهار،
وأن تموت فذلك شيءٌ يختلفُ عما يمكن لأحدٍ أن يتصوّر، 
وشيءٌ أوفر حظاً.

المراجع | References
[1]  ، ترجمة وتحقيق  (2011) بيروت: دار الغاوون
[1] , By  (2011) Beirut: Alghaoon Publisher

طفلٌ قال: ما هو العشب؟ (قصيدة) -