15 مارس 2013

بقنه: قصيدة النثر الأجدر بحمل لواء الشعر (مجلة الإسلام اليوم)

مجلة الإسلام اليوم | حوار . بتاريخ : Jun 15 2012 | العدد :89 
أكَّد الشاعر والمترجم السعودي د. شريف بقنة بأن الترجمة العربية لا تزال تعتمد على الجهود الفردية رغم ظهور العديد من الهيئات والجوائز المعنية بالترجمة، واصفا حال الترجمة من اللغة العربية بالنخبوية والندرة الأمر الذي يعيق وصولها إلى المثقف الأجنبي.
كما اعتبر بقنة محاولات هيئات الترجمة محاولات مفتقرة للتنظيم وتركز في أغلب الاحيان على ترويج التراث العربي إلى القارئ الأجنبي، كما أنها لا تنظر إلى الترجمة الأدبية باعتبارها عملا أدبيا إبداعيا وإنما تنظر إليها باعتبارها وسيلة للتواصل مع الآخر ليس أكثر.
ودافع بقنة عن قصيدة النثر معتبرا إياها الجنس الشعري الأكثر ملاءمة والأجدر بحمل لواء الشعر العربي في هذا الزمان، ومشيرا إلى أن سبب غياب الصوت الشعري عن الربيع العربي يعود إلى عدم ثقة المجتمعات العربية بالصوت الثقافي عامة والشعري خاصة.
 

نقاط أخرى تطرق إليها الضيف تقرؤونها من خلال هذا الحوار:
خيانة محببة
  • بعد ظهور الكثير من الهيئات المعنية بالترجمة، إلى أين وصلت الترجمة العربية؟
    الترجمة الى اللغة العربية في أغلب الأحيان عبارة عن مشروعات فردية تفتقد للدعم المؤسسي والمجتمعي، الترجمة من اللغة العربية نخبوية ومن الندرة لدرجة تعوق وصولها الى المثقف الأجنبي.
  • الترجمة في بداياتها اعتبرت "خيانة". الآن بعد الثورة المعلوماتية الهائلة ماذا يمكن أن نسميها؟
    تبقى الترجمة دائماً خيانةً محبّبة، بغض النظر عن طريقة الوصول اليها ورقياً أو الكترونياً. طالما أن هناك نص أصلي وآخر مترجم فالخيانة الذهبية واقعة لا محالة.
  • الجهود العربية في الترجمة تعتبر قليلة مقارنة بلغات أخرى. ترى ما هو السبب في ذلك؟
    ركاكة الثقافة المحليّة و ضعف الدعم المؤسسي أو انعدامه في أحيانٍ كثيرة.
  • نشوء الهيئات والجوائز الخاصة بالترجمة، هل هي مرتبطة بكثرة المبادرات الفردية الأمر الذي يستدعي تنظيم هذه المبادرات؟ أم أنها محاولة لخلق هذه المبادرات الفردية على الأقل؟
    هي محاولات مستقلة تفتقر إلى التنظيم وتركز في أغلب الاحيان على فكرة ترويج التراث العربي إلى القارئ الأجنبي، وهذه المبادرات لا تنظر إلى الترجمة الأدبية باعتبارها عملا أدبيا إبداعيا وإنما تنظر إليها باعتبارها وسيلة للتواصل مع الآخر ليس أكثر.
    معوقات وحلول
  • هل يمكن الحديث عن وجود حركة ترجمة محلية فاعلة ومؤثرة؟ ما المعوقات التي تقف في طريق نموها وازدهارها؟
    لا توجد حركة ترجمة محلية فاعلة في الوقت الحالي والسبب يعود الى العقلية الثقافية الحالية التي تعتبر الترجمة وسيلة للتواصل مع الآخر ولا تعترف بها كأحد الأنماط الإبداعية الأدبية التي تستحق التقدير شأنها في ذلك شأن الشعر والرواية الأدبية.
  • وما هي الحلول لهذه المعوقات؟
    الحلول بإعادة النظر الى الترجمة الأدبية باعتبارها فنا ابداعيا مستقلا
  • هل تتطلب ممارسة الترجمة نظرية في ترجمة النصوص؟
    لا أعتقد ان ثمة نظرية يمكنها اختزال كل ما للترجمة وما عليها.
معاداة العربية
  • وهل هناك تعمد بمعاداة العربية وعلومها؟
    لا أعتقد ان هناك تعمد لمعاداة العربية أو علومها.
  • ما هو الكتاب الأدبي الذي تمت ترجمته عن الآخر وأحدث أثرا كبيرا في الأدب العربي بعامة، سواء في الشعر أو في الرواية أو في غيرها من الفنون؟
    يصعب تحديد كتاب واحد او عمل أدبي بذاته، كما يصعب ان نقول ان التأثير كان كبيرا لأن نتحدث عن ثقافة أدبية معقدة لها هويتها واستقلاليتها.
أثر لاتيني
  • لأدباء أمريكا اللاتينية أثر كبير على أدباء العرب خاصة في مجال الرواية. هذا الأثر مرده إلى قيمة هذا الأدب؟ أم أن مواقف اللاتينيين السياسية وافقت هوى أدباء العربية؟
    المدرسة اللاتينية تميزت في مجال الرواية الأدبية وأثرها لا يقتصر على الرواية العربية وانما يمتد أثرها على الرواية العالمية بشكل عام والشهادات في ذلك كثيرة.
  • أسماء في الترجمة
    كلمة عن هؤلاء الأشخاص:
    صالح علماني :
    عمر مديد من الأدب اللاتيني، جعلنا نشتاق لتعلم الإسبانية.
    ثائر ديب:
    مترجم متمرس في الترجمات الفكرية والنقدية.
    هاشم صالح:
    جعلنا على قرب من محمد أركون.
الشعر والترجمة
  • عادة ما ينظر إلى الشعر بكونه أكثر الإبداعات صعوبة في الترجمة. اهتمامك بترجمة الشعر يجعلنا نسألك عن صحة هذه المقولة؟  وهل مترجم الشعر لا بد أن يكون شاعرا؟
    أرى أن المقولة دقيقة وصحيحة، أما عن شعرية المترجم فلا بد لها أن تكون حاضرة بل أرى أنها  متطلب أساسي لترجمة الشعر.
  • أصدرت مجموعتين شعريتين، "مقتطعات الرنين"و"مدن العزلة" ما الذي يميز إحداهما عن الأخرى؟
    "مدن العزلة" باعتباره العمل الشعري الثاني كان أكثر نضجا من "مقتطعات الرنين"  وحمل في طياته مؤثرات أكثر تنوعا وخصوبة.
  • وما هو جديدك شعريا؟
    ديواني الشعري الثالث والذي آمل ان اصدره بنهاية هذا العام
  • ما هو الاسم الشعري السعودي الذي يستهويك شعريا؟
    أحمد الملا
  • وعربيا ؟
    أدونيس.
ذكرى أولى
  • احتفل الوسط الشعري بالذكرى الأولى لرحيل سيد البيد الشاعر محمد الثبيتي. ماذا يعني لك هذا الاسم بمشروعه الشعري؟
    تجربة شعرية خصبة لقصيدة التفعيلة السعودية والعربية.
  • بعد هذه المدة الطويلة لقصيدة النثر، هل نعتبر وضعها يختلف عما سواها من أنواع الشعر؟
    بل نعتبرها الجنس الشعري الأكثر ملاءمة والأجدر بحمل لواء الشعر العربي في هذا الزمان.
  • وهل تعتقد بنجاحها؟
    نعم و أرى أنها السبيل الوحيد لنجاح الشعر العربي في هذا الزمان .
خريف شعري
  • الربيع العربي الذي يداعب بنسائمه دول العالم العربي،  نعيش أجواءه لكننا لا نكاد نسمع صوته الشعري. ما السبب في رأيك؟
    لم نسمع صوته الثقافي فما بالك بصوته الشعري، المجتمع العربي لا يثق بالصوت الثقافي أو الشعري في وقت الأزمات، بالتالي لم تتح الفرصة لمثل هكذا صوت.
  • وهل من الممكن أن يمتد أثر الثورات حتى على الشعر؟ وكيف سيكون ذلك؟
    لا أعتقد ذلك .
المثقف والسلطة
  • المثقف العربي كان متأخرا تماماً عن حالة "الربيع العربي" برأيك ما سبب ذلك، ولماذا تضاءل دوره إلى هذا الحد؟
    يعود إلى المجتمع العربي والذي يعتبر الثقافة والأدب حالة من الترف لايمكن لها أن تحل أو تربط في أوقات الأزمات او الانقلابات.
  • ما أبرز العوامل التي ساهمت في سقوطه؟
    عدم الايمان بدور الثقافة وأهميتها من قبل المجتمع.
  • هل تظن أن المثقف العربي قد وصل إلى مرحلة اليأس من التغيير فلم يأبه بمقدمات "الربيع العربي" وبالتالي خسر الرهان عليه ومن أجله؟
    لا، لا أظن ان القضية هكذا، ولكن المثقف العربي لم يتح له مكان في زحمة السياسيين والثائرين
شريف  بُقْنه، مواليد 1981م خميس مشيط  - المملكة العربية السعودية
شاعر ومترجم . مهتم بالفلسفة الحديثة والنقد المعاصر.
حصل على بكالوريس الطب والجراحة من جامعة الملك خالد أبها مايو 2005، يعمل كطبيب اختصاصي.
متزوج ويقيم بالمملكة العربية السعودية.
الإصدارات:
مجموعة "مُقتطعات الرّنين" شِعر -  المؤسّسة العربية للدراسات والنشر "بيروت 2004"
مجموعة "مُـدُن العُزلة" شعر - المؤسّسة العربية للدراسات والنشر "بيروت 2007"
"مختارات من الشعر الأمريكي" انطولوجيا شعرية – ترجمة وتحقيق د. شريف الشهراني -  دار الغاوون الشعرية "بيروت 2011"
حول تجربة الشاعر:
نشر في العديد من الصحف والمجلات الأدبية المحلية.
أُدرج الشاعر في عدد من المراجع المهتمة بقصيدة النثر:
أنطولوجيا شعراء المملكة العربية السعودية "يصرون على البحر"  إعداد عبدالله السفر - محمد الحرز. جمعية البيت للثقافة والفنون - وزارة الثقافة بالجزائر أكتوبر 2007
عضو حركة شعراء العالم poetas del mundo  (الأرجنتين)
عضو التجمع العالمي للشعراء World Poets Society (اليونان)
حاز على درع نادي أبها الأدبي 2005 للإبداع الأدبي
نشر في مواقع إلكترونية أدبية متخصصة "إيلاف، جهة الشعر، هامش قصيدة النثر السعودية، الإبداع العربي، الذاكرة العربية"
  مشرف ومحرر لموقع المسيرة الإلكتروني "موسوعة عالمية للشعر والآداب"
صورة ضوئيه من الحوار
بقنه: قصيدة النثر الأجدر بحمل لواء الشعر العربي(حوار)بقنه: قصيدة النثر الأجدر بحمل لواء الشعر العربي(حوار)بقنه: قصيدة النثر الأجدر بحمل لواء الشعر العربي(حوار)

بقنه: قصيدة النثر الأجدر بحمل لواء الشعر العربي(حوار)