‏إظهار الرسائل ذات التسميات الترجمة. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الترجمة. إظهار كافة الرسائل

10 فبراير 2022

ليلة - ‏آن برونتي


أحب ساعة الليل الصامتة،
لأجل أحلامٍ هنيئةٍ تتراءى
تتكشّف لعيني الساهدة
لا تراها يقظتي تتوارى!

عندها، أستمع لصوتٍ يرنّ بأذني
‏ يأتي بموتٍ بعيد وفقدٍ وليل،‏
يسري الجذل في روحي
عوضًا عن العزلة والويل.

قبرٌ ينداح منه بردُ السنوات المُّرّة
‏ يسيل سلامًا في روحي وبصري،
‏ وحدها الأحلام تجلب كل مرة
‏ الحبيب لقلبي والحنين لفَجْري.

___________
* ترجمة شريف بقنه
آن برونتي Anne Brontë شاعرة وروائية إنجليزية، كانت صغرى شقيقاتها الثلاث من عائلة برونتي الأدبية. توفيت في التاسعة والعشرين من العمر إثر إصابتها بالسلّ (١٨٢٠-١٨٤٩). كتبت آن برونتي هذه القصيدة عام ١٨٤٥، كانت في الخامسة والعشرين من عمرها حينها. نشرت القصيدة بعد ثلاث سنوات من وفاة ويليام ويتمان والذي كان مساعدًا لأبرشية والدها، كما كان قريبًا في العمر منها وتربطه بالعائلة علاقة قوية.
Night from Brontë Poems A.C. Benson, Ed. London: Smith, Elder, 1915

الذكرى الأولى - لويز جلوك

منذ زمنٍ بعيد، وأنا مجروحة. أعيشُ
لأنتقم لنفسي
من والدي، ليس
لما كان عليه، وإنّما
لما كنتُ عليه: منذ بدايةِ الزمان،
مذ الطفولة، اِعتقدت
هذا الألم يعني
أنّني لست محبوبة.
لكنّه يعني
أنني أحببت.

______________________
*ترجمة شريف بقنه  
لويز جلوك Louise Glück شاعرة أمريكيّة (١٩٤٣- ). حصلت على جائزة نوبل للآداب ٢٠٢٠، بالإضافة للعديد من الجوائز الأدبية الكبرى مثل جائزة الكتاب الوطني وجائزة بوليتزر.

"First Memory" from Ararat by Louise Glück, Ecco Press 1992

الحياةُ بخير - لانغستون هيوز

نزلْتُ إلى النّهرِ،
جلسْتُ على الضّفّةِ.
حاولتُ التفكيرَ فلم أستطعْ،
‏لذلك قفزتُ وغرقتُ في رشفةٍ.

ارتقيتُ مرّةً وصِحتُ!
ارتقيتُ مرتين وبكيتُ!
لو لم يكنِ الماءُ باردًا
لربّما غرِقتُ وقضيتُ.

لكنّه كان باردًا. كان الماءُ باردًا!

صعدتُ المصعدَ
‏ ستةَ عشرَ طابقًا فوقَ الأرضِ
‏ فكرتُ في طفلي
‏واعتقدتُ أنني سأقفزُ وأنقضُّ.

وقفتُ هناكَ وصِحتُ!
وقفتُ هناك وبكيتُ!
‏لو لم يكنِ الطابقُ عاليًا
لر‏بّما قفزتُ وقضيتُ.
لكنه كان عاليًا! كان الطابق عاليًا!

10 ديسمبر 2021

بلادي - دوروثيا ماكيلار

 دوروثيا ماكيلار
حبُّ الحقولِ والعرائشِ
الممرّاتُ الخضراءُ المظلّلةُ،
الأحطابُ والحدائقُ المنسّقةُ،
حبٌّ يجري في عروقِكِ.
المسافاتُ الرّماديةُ المُزْرقَّةُ،
الجداولُ الملوّنةُ، والسماءُ الوثيرةُ الخافتةُ...
أعرفُ كلَّ ذلك ولا يمكنُني المشاركةُ؛
لأن حبّي بخلافِ ذلك.

أحبُّ بلادًا لفحتْها الشّمسُ،
أرضُ السُّهولِ الجارفةِ
وسفوحُ الجبالِ الوعرةِ،
أرضُ الجدْبِ والسُّيولِ العاصفةِ.
‏أحبُّ آفاقَها البعيدةَ،
‏أحبُّ جواهرَ بحرِها،
‏روعتَها ورعبَها-
‏تلك الأرضُ العسليّةُ الرَّحبةُ لي.

شريف بقنة لـ«عكاظ»: معظم دواوين السعوديين المترجمة مدفوعة الثمن!

جريدة عكاظ - الخميس 04 نوفمبر 2021 23:20 | حاوره: علي فايعalma3e@

يرى الشاعر والمترجم والطبيب شريف بقنة أن هناك سمات شخصية نفسية مشتركة بين الأدب والطب، لكنه لا يؤكد هذا الارتباط ما لم تكن هناك دراسات محكّمة تؤكده، أما الترجمة الأدبية فيفضل ترجمة النصّ التجريبي أكثر من النصّ الكلاسيكي والحديث على القديم، ولا يخفي بقنة تفاؤله بمبادرة «ترجم» التي تعمل عليها هيئة الأدب والنشر والترجمة، كما لا يخفي امتعاضه من أن معظم المترجمين غير سعوديين، إضافة إلى أن نوعية الكتب مختصّة بحقلٍ واحد من العلوم الإنسانية.. المزيد من الآراء حول بعض القضايا والمشكلات في هذا الحوار:

• لماذا يتعلق كثير من الأطباء بالأدب؟

•• ربّما أن هناك سمات شخصية نفسية مشتركة في المهتمين بالأدب والطب مثل سمة الانفتاح - الانبساط openness وسمة الضمير أو الشعور بالذات consciousness، ولكن ما لم تكن هناك دراسات محكّمة تؤكّد الارتباط بين الطب والأدب، لا يمكننا تعميم الارتباط؛ بمعنى لا يمكننا القول بأن ارتباط الطبيب بالأدب أكثر من ارتباط أي شخصٍ آخر بالأدب. في تصوّري أن الطبيب عند ارتباطه بكتابة الأدب يحصل على اهتمام وشهرة أكبر من غيره، وهذا ما يوحي لنا بالعلاقة بين الطب والأدب.

• أنت مهتم بالترجمة ولك كتب فيها، كيف تختار كتابك الذي تنوي ترجمته؟

•• ببساطةٍ، أختار الكتاب الذي أحب. قراءاتي شعرية في معظمها، بالإضافة إلى قراءات متنوعة في الفلسفة وعلم النفس بالذات. لذلك فإن معظم ترجماتي شعرية أو مرتبطة بميولي القرائية.

•هل لديك معايير معينة في الكتاب الذي تقوم بترجمته؟

•• المعيار الأهم هو التقاطع الوجداني والارتباط النفسي مع الكتاب، والذي ينعكس بالضرورة من نوعية وأسلوب الكتاب ومحتواه؛ أفضل الأدبي أكثر من المقالي، الشعري أكثر من النثري - المنثور، المقتضب أكثر من الحشو، التجريبي أكثر من الكلاسيكي والحديث أكثر من القديم.

• كيف تنظر للفن؟

•• الفن هو الإبداع الإنساني في أعلى تجلياته. هو كل ما يشرع الأبواب للفوقي والإلهي. إنّه الشيء المرعب لشدّة جماله، كلّ ما نقف أمامه مشدوهين مأسورين ومرتاحين، هدية الوجود وذروة المعنى وحلوى الحياة. التشكيل، النحت، السينما، المسرح، الرقص، الموسيقى، الأدب.. إلخ، فنون تضخ الدماء في عروق المدن. الفن هو ذلك المجهول السحري الذي يتملّكنا ولا نعرف لماذا! كما يقول جوردان باترسون.

• ماذا عن مفهومك للغة بشكل عام؟

•• اللغة بيت الوجود كما يقول هيدغر، إنها القدرة السحرية والإرث الخالد الذي يمتلكه البشر للتعبير، بل لخلق معانٍ ومفاهيم في غاية التعقيد عن العالم والموجودات. إنها الابتكار الإنساني الأكثر تطوّراً والذي يتماهى في صورة الحاسة الحيّة التي تنمو وتكبر وتتطوّر وتخلق وتؤسس وتنظّم، اعتبرها فتجنشتاين ظاهرة حية، وقال عنها داروين في رسائله أنها ميلٌ غريزي. الأسئلة المطروحة والمعضلات الفكرية عن اللغة عند الفلاسفة وعلماء الألسن أكثر من الأجوبة، فهي تتعدى كونها مجرّد وسيلة وأداة اتصال إلى كونها مظهراً إحيائياً يخلق وينحت المعاني ويرتبط بماهية التفكير. اللغة كنز الوجود.

لماذا أكتب - لانج ليف

لانج ليف

أكتبُ دون أن أعرفَ
من سيجِد كلماتي،
دون أن أفكّر أبعَدَ
عن السّطر التالي.

عندما يكبُر قلبي
ويُثقِل صدري، أكتُب
من عميق حسَراتي
حتى الأعالي الشاهقة.

أكتبُ ولا أبحثُ
عن جائزةٍ أو تصفيق،
بل أتلذّذ برسْم
روحي في كلمات.

أقبضُ على كلّ إحساسٍ
كنتُ محظوظةً به،
أكتب لا لأكون معروفةً
ولكن لكي أعرفني.

_______________
* ترجمة شريف بقنه.
* لانج ليف Lang Leav (١٩٨٠- ) شاعرة وروائيّة نيوزيلنديّة. لها عدّة مؤلفات متميّزة وحاصلة على عددٍ من الجوائز الأدبية.
 "Why I Write" from September Love by Lang Leav, 2020 by Andrews McMeel Publishing

نهايةُ القارّة - روبنسون جيفرز

لحظةُ الاعتدالِ الشمسيِّ
عندما تختبئُ الأرضُ في المطرِ الأخيرِ، 
تُزيّنُ الدنيا بزهورِ الخشخاشِ المبلّلةِ وتنتظرُ الرَّبيعَ، 
يتورّمُ المحيطُ بعدَ عاصفةٍ بعيدةٍ، ويغمرُ الحدودَ، 
تتورّمُ الأرضُ وتهزُّ أسرّةَ الجرانيت.

أُحدّقُ في حدودَ الجرانيتِ والرّذاذِ، العوّاماتُ والمنارات، 
من ورائي الجبَلُ والسّهلُ، اتساعُ قارّةٍ متراميةِ الأطرافِ، 
وأمامي امتدادٌ مضاعفٌ من الماءِ.

17 سبتمبر 2021

شذرات من كتاب «مذكرات العمى» جون هال

"هناك العديد من السير الذاتية التي كتبها المكفوفون - روايات وسرديات مؤثّرة وملهمة في آنٍ واحدٍ - تُبْرز الآثار العاطفية والأخلاقية للعمى في الحياة، ونوعيّة الإرادة والفكاهة ورباطة الجأش اللازمة لتجاوز المحنة. هذا الكتاب ليس حكاية: ليس له بداية أو وسط أو نهاية واضحة؛ يفتقر إلى الادعاء الأدبي. إنه يتجنّب الشكل السردي نفسه وهو، في رأيي، تحفةٌ فنّية.

 ‏لم يُكتب: "أمسك بطرف الخيط*" في جلسة كحكايةٍ أو سردية، ولكن كُتِب وسُجّل على فترات - في البداية يوميًا، ثم بشكل دوري - بعد أن فقد البروفيسور هال بصرَه تمامًا، في الأربعينيات من عمره. ما يقدمه هو ملاحظات مؤثّرة في طبيعتها ووضوحها، ملاحظات حول كل جانب من جوانب حياته وعالمه الداخلي الذي تحول وقتها وبشكل مُرعب. يصِفُ كيف يعبر الشارع. كيف يمكن للمرء أن يضيع بشكل مروّع وكلّي عندما يكون أعمى؛ كيف يجد المرء نفسه مُتجاهلاً أو مستصغرًا؛ كيف أن ذكريات وصور وجوه الناس، وجه المرء أيضًا، لم تعد مُحدّثة لافتقاد الرؤية الفعلية، تصبح متحجّرةً أولاً، ثم باهتةً ثم تختفي تمامًا؛ كيف تتغير العلاقات مع الأسرة؛ كيف تصبح مفاهيم: "المكان"، "الفضاء"، "هنا"، "هناك"، "الحضور"، "المظهر"، بكل درجاتها، مع التقدّم في المرض والعمى، خالية تمامًا من المعنى. لم يكن هناك أبدًا، على حد علمي، كتابٌ فيه قراءة دقيقة ورائعة (ومخيفة) لكيفية التلاشي التدريجي للعين الخارجية، ليس ذلك فحسب، بل التلاشي "للعين الداخلية" أيضًا؛ الخسارة المطّردة للذاكرة البصرية، والصوَر البصرية، والتواؤم البصري، والمفاهيم البصرية (في وقتٍ ما، كان لا يتذكر ما إذا كان الرقم 3 يُشير إلى الخلف أم إلى الأمام)؛ في رحلته المستمّرة والتي استغرقت خمس سنوات وأخذته إلى الحالة التي أسماها: "العمى العميق".

 ‏الملاحظات كانت دقيقة، وبنفس القدر عميقة: أمعَنَ النّظر في كل شيء، واستكشفه إلى أقصى حدوده، كل تجربةٍ في الكتاب سلكت طريقًا، وأثمرت حصادًا كاملًا من المعاني. نظرات هال الثاقبة، وجمال لغته، تجعل هذا الكتاب شعرًا؛ عمق تأمّلاته يحولها إلى فلسفة أو فينومينولوجيا. لو كان فتجنشتاين  أعمى، لكتَبَ مثل هذا الكتاب، معبرًا عن أعماق فينومينولوجيا الإدراك المتغيرة على الدوام. وبالفعل، فإن استخدامه للاسكتشات القصيرة والملاحظات المُبهرة عنها، يجعل: "أمسِكُ بطرَف الخيط" مشابهًا وبشكل غريب للتحقيقات الفلسفية." أوليفر ساكس  (تمهيد الكتاب)

** ** ** ** **

8 يناير 1983

" إذا قبَلت هذا الشيء، وإذا أذْعنت، فسأموت. سيكون الأمر كما لو أن قدرتي على المقاومة، وإرادتي في المقاومة محطّمة. من ناحيةٍ أخرى، يبدو أن رفض الإذعان، رفض القبول، أمر عديم الجدوى. ما أحاول أن أرفض قبوله هو محْضُ الحقيقة.

هذه إذن هي المُعضلة. أنا في حضور واقعٍ لا يمكن تقبّله."

الترجمة.. جسر الحضارة وحوار الشعوب

الاثنين 23 ذو الحجة 1442هـ 2 أغسطس 2021م - جريدة الرياض

تحقيق - بكر هذال

تشكل الترجمة جزءاً مهماً من التقارب بين حضارات الشعوب، وتحظى باهتمام خاص ضمن إطار تحقيق التقارب بين الثقافات الأوسع على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية كمساحة مشتركة لتبادل الخبرات والثقافات.

وفي السنوات الأخيرة ساهمت الترجمة من خلال الكُتب الثقافية والأدبية والعلمية بالإضافة إلى الروايات والقصص الأجنبية التعريف بثقافات الشعوب، وأثرت كبار الشركات والمواقع الإلكترونية الساحة الثقافية بالتراجم لكبار المؤلفين والمؤرخين مما سهّل على القارئ العربي الاطلاع على الثقافات المختلفة.

حول هذا الموضوع «الرياض» التقت بعدد من المختصين في مجال الترجمة الذين أكدوا على ضرورة الترجمة التي تُعد من الروافد الثقافية المُهمة، ويجب الاهتمام بها لنقل صورة تليق بنا وبحضارتنا، وإبراز صورة بلادنا المشرّفة للعالم.

** ** ** **

ركب الحضارة

في البداية تحدث محمد بن عودة المحيميد –رئيس وحدة الترجمة بمركز البحوث والتواصل المعرفي، ومُهتم بتأليف الأعمال التاريخية والتوثيقية والاجتماعية- قائلاً: الترجمة هي الجسر الذي تعبر من فوقه العلوم والفنون، أو لنقل الثقافات والحضارات من ضفة إلى أخرى أو من أمة إلى أخرى، ولن تجد قصوراً في أمة في مجال الترجمة ونقل العلوم إلا كان ذلك مؤشراً على تخلفها عن ركب الحضارة، ولو قَصَرْنا حديثنا على الجانب الثقافي فقط لوجدنا أن معظم العرب الذين اطلعوا على الآداب العالمية وما أنتجته عبقريات الدنيا في الشعر والنثر والنقد، قرؤوا تلك الأعمال الخالدة مترجمة باللغة العربية، قليل لدينا من يتحدث الروسية أو الإسبانية مثلًا، ومع ذلك نجد أن كثيرًا من المثقفين العرب قد قرؤوا أعمال دوستويفسكي وتولستوي، أو غابرييل ماركيث "مئة عام من العزلة"، وكثير من الأعمال الأدبية الخالدة من الشرق والغرب، قد يقول قائل إن بعض هذه الأعمال ترجمت عن اللغة الإنجليزية وهذا ما يثبت صحة كلامنا، إذ إن أكثر البلدان تطورًا هي تلك التي تتحدث الإنجليزية، وهي أنشط الشعوب في عملية الترجمة.

08 ديسمبر 2020

صلاةُ ما قبل الميلاد - لويس ماكنيس

 أنا لم أُولدْ بعْد. استمعْ إليَّ.
لا تدَعِ الخفَّاشَ يمصُّ دمِي، ادفعْ عني
أذى الفأرِ واِبْن عِرْسٍ والغولَ أحنفَ القدمينِ.

إنّني لم أولدْ بعْدُ. واسِني.
أخشَى أنَّ الجنسَ البشريَّ
في سجونِهمُ المظلمةِ يحبسونني،
بمخدِّراتِهمُ القذِرةِ يُخدِّرونني، بالأكاذيبِ البيضاءِ يُغوونني،
في الصَّناديقِ السِّوداءِ يضعونني وفي حمَّاماتِ الدَّمِ يلقونني.

أنا لم أُولدْ بعْدُ. مُدَّني.
بالماءِ يُدلّلني، بالْعشبِ ينبُت حولي، بالأشجارِ تُحدّثُني،
بالسَّماءِ تُغنِّي لي وبضياءٍ في الطَّريقِ يُرْشدني.

أنا لمْ أولد بعْدُ. اغفرْ لي.
الخطايا يقترفُها العالمُ في رُوحي،
كلماتي عندما ينطقون بفَمي، أفكاري عندما
ينهبون رشادي، خيانتي يقترفُها الخونةُ خلفي،
حياتي عندما يُجهِزون عليها بيدِي،
مَماتي عندما يعيشون حياتي.

24 يوليو 2020

نحيبٌ بعيدٌ من أفريقيا - قصائد مختارة للشاعر ديرِك والكُت


العدد -2618- السنة التاسعة والستون - الخميس 02 ذو الحجة 1441هـ - الموافق 23 يولية 2020م

منتصف الصيف، توباغو (٢)

شواطئُ عريضةٌ بسطَتْها الشّمسُ. 

حرارةٌ بيضاءُ.
نهرٌ أخضرُ.

جسرٌ،
نخلاتٌ صفراءُ مُشيّطة

من منزلِ استجمامةِ الصّيفِ 
أيامُ أغسطس الناعسةُ.

الأيّامُ التي قضَيْتُها،
الأيّامُ التي فقدتُها،

الأيّامُ التي كبُرت معي، مثل البناتِ،
أذرعي التي نذرتُها.

** ** ** **
نحيبٌ بعيدٌ من أفريقيا

ريحٌ تُقَشعِرُ جلدَة أفريقيا
السمراء، كيكويو(٣). بسرعةٍ كذُبابٍ
يسبحُ في حمّام دَمٍ فوقَ السّهابِ. 
الجثثُ مُبعثَرةٌ في الجنَّةِ.
وحدَها الدودةُ، كولونيل الجيفةُ، تبكي: 
"لا تُضيّعوا أيَّةَ رأفةٍ على هؤلاءِ
 القتلى المنفصلين!"
الأرقامُ تُثبتُ، 
والعُلماءُ تضبطُ بلا رَويّةٍ
مرتكبي السياسَة الاستعمارية. 
ما الذي يعنيه ذلك 
لطفلٍ أبيضَ في سريره مغدور؟ 
للهَمَجِ، لضحايا اليهود؟

22 مايو 2020

عيونٌ مثبّتةٌ بالدّبابيس - تشارلز سيميك


كم منَ الوقتِ
يقضي الموتُ في العمل،
لا أحدَ يعلم في أيِّ يومٍ
طويلٍ سيحلُّ. الزوجةُ
الصغيرةُ دائمًا وحْدَها
تكوي غسيلَ الموت.
البناتُ الجميلاتُ يضعْنَ
مائدةَ عشاءِ الموتِ.
يلعبُ الجيران البينوكل**
في الفناء الخلفيّ أو
يجلسون على الدَّرَج فقط
يحتسون البيرةَ. الموتُ،
في هذهِ الأثناء، في جزءٍ
غريبٍ من المدينة يبحث
عن شخصٍ بسعالٍ سيءٍ،

ما جدوى ترجمة الشعر؟ (فيديو لندوة أدبية - مهرجان رواشن الشعري 2020)

الفيديو غير متوفّر حاليًا
جلسة نقاشية "ما جدوى ترجمة الشعر؟"
الشاعر والمترجم د. شريف بقنة، الكاتبة والمترجمة إيمان أسعد
‎مديرة الأمسية: إيمان بن شيبة
‎مهرجان رواشن للشعر | دورة الشاعر أحمد العسم 2020

14 ديسمبر 2019

المسيرة - جيم هاريسون


في الفجر وأنا أنصتُ لنداءاتِ الطيورِ، سمعتُ
صريرًا يخشخشُ على الحصى، مسيرةَ أقدامٍ
ملياريَّةٍ، صوتَ أقدامٍ صغيرةٍ لا تزالُ مبتلّةٌ
بالسّائلِ الأمنيوسيّ للأمِّ، قدمَيْ شيخٍ يمْشِي
الْهُوَيْنَى، أقدامٍ خفيفة جدًّا وأخرى متثاقلةٌ،
الجميعُ هناك وليسوا سويّةً. تتقاطعُ القوافل
بروّيةٍ؛ على ألا يمسَّ أحدٌ الآخرَ أو يعرقلَه.
يدخُلُ السَّائرونَ من أبوابِ المنازل ويخرجون
من أبوابها الخلفيةِ بعدَ أربعين عامًا. أخيرًا،
عرفتُ أنَّ الوقتَ ينهارُ في صعيدٍ واحدٍ
حيثُ كانوا طوالَ حياتِهم، وعرفتُ أنَّ
الوقتَ يتوقفُ كلّما توقّفَ قلبُ أحدهم
وهو يصعدُ من الأرضِ إلى السَّماء ليلًا.

______
ترجمة شريف بقنه
جيمس هاريسون (1937-2016) شاعر أمريكي، روائي وسيناريست وكاتب.

Marching” from Saving Daylight by Jim Harrison, Copper Canyon Press, 2006

03 ديسمبر 2019

الخادمة - ناتاشا تريثيوي



نُفجَعُ على الأشياءِ المحطَّمةِ، أرجُل الكراسيّ
منزوعةٌ من مقاعدِها، الصُّحونُ المكسورةُ،
الملابسُ الرَّثّةُ. نعملُ مثلَ سِحر الغراءِ
نأتي بالمسامير، ونرتُقُ الثقوبَ.
نُنقذُ ما يمكنُ إنقاذُه، نَفْرُك الأرضَ بالصَّابون،
نجمعُ ما سقطَ من الأشجار، ونُبقِي
على العظامِ للحساءِ. ننفضُ السِّجادَ على الْجدرانِ،
نتأمَّل الغبارَ وهو يضيءُ مثلَ النُّجومِ، ثم ينتشرُ
عبْرَ الفناءِ. في وقتٍ متأخرٍ بعد الظُّهر، نفتحُ
الستائرَ للتَّهويةِ، نهُشُّ الحشراتِ
إلى الخارجِ. أستغرقُ أنا متذكّرةً غناءَ أمِّي.
أُدوِّنُ طلباتِ البقالة، أستمعُ لجلبةِ
السَّيّاراتِ المارّةِ. وطوالَ اليومِ
أراقبُ وصولَ البريد،
وصولَ أخبارٍ من مكانٍ بعيدٍ.

------------
ترجمة شريف بقنه
* ناتاشا تريثيوي(1966-) شاعرةٌ أمريكيّةٌ 
"Housekeeping” from Domestic Work by by Natasha Trethewey, Graywolf Press, 2000

16 يونيو 2019

لكنَّكَ لم تفعلْ - ميريل جلاس


تذكرُ ذلك اليومَ الذي أقرضْتَني فيه سيارتك
وعدتُ بها مخدوشةً؟
ظننتُ أنَّكَ ستقتلنِي ...
لكنَّكَ لم تفعلْ.

تذكرُ ذلك اليومَ الذي نسيتُ فيه أنْ أخبرَكَ
بأنَّ حفلةَ الرقصِ ستكونُ رسميةً، جئتَ مرتديًا الجينز؟
ظننتُ أنّكَ ستكرهُنِي ...
لكنَّكَ لم تفعلْ. 

تذكرُ ذلكَ اليومَ الذي كنتُ أغازلُ فيه أصدقاءَكَ
لأُشعرَكَ بالغيظِ والغيرةِ، وشعرتَ بذلك؟
ظننتُ أنكَ ستهجرُني ...
لكنّكَ لم تفعلْ.

هناك أشياءُ كثيرةٌ قمتُ بها وتحمّلتَها من أجلي،
لتُبقيني سعيدةً، لتحبَّني، وهناك
أشياءُ كثيرةٌ أردتُ أنْ أقولَها
لكَ عندما تعودُ مِن
فيتنام **...
لكنّكَ 
لم تفعلْ.

----
** حربُ فيتنام
*‏ ميريل جلاس، شاعرة  يقال أنها من مواليد كوينزلاند بأستراليا ولايعرف المزيد عن هذه الشاعرة.
But You Didn't" By Merrill Glass



الموتُ لا يُعوَّلُ عليهِ - هنري سكوت هولاند


ليس للموتِ معنًى.
الموتُ لا يُعوَّل عليه.
كلّ ما هنالك أنَّنِي انزلقتُ الى الغرفةِ المجاورة.
لم يحدثْ شيئًا على الإطلاقِ.

كلُّ شيءٍ يبقى تمامًا كما كانَ.
أنا كما أنا وأنتَ كذلك
وتلكَ الحياةُ التي عشناها معًا بِلَوْعةٍ
لا شيءَ يمسُّها، لا شيءَ يُغيِّرُها.
وما كُنّا نعنيه يومًا لبعضِنا، يظلُّ كذلك.

نادِني بذاتِ الاسمِ الذي اعتدتُ عليه.
تحدّثْ عنِّي بالبساطةِ التي عهدناها.
بنبرةِ الصَّوتِ التي أعرفُها، بلا تغييرٍ.
ولا ترتدي طقسَ الوقارِ أوِ الأسَى
عندما يمرُّ طيفي من أمامِكَ.

اضحكْ كما اعتدنا أن نضحكَ،
على النّكاتِ الصغيرةِ.
امرحْ، ابتسمْ، تذكّرني و ادعُ من أجلي.
ليكُنْ اسمي الكلمةَ الحميمةَ التي لطالَما كانت.
الكلمةَ المنطوقةَ بلا جهدٍ، ولا شبحٍ يحاصرُها.

تظلُّ الحياةُ تعني ما كانتْ تعنيه من قبلُ.
تظلُّ كما كانت في أيِّ وقتٍ مضَى.
بأبديَّتِها التي لا تتوقفُ.
ما الموتُ سوى حادثٍ لا يُذكرُ.

ليس عليكَ أن تكونَ شاردَ الذِّهنِ
لمجردِ أنَّكَ لم تعدْ ترانِي؟
أنَا في انتظارِكَ، و سأظلُّ كذلك،
في مكانٍ ما قريبًا منكَ
على ناصيةِ الطَّريقِ.

كلُّ شيءٍ على ما يُرام.
لم يلحقْ أذىً بشيءٍ، ولم يَضِعْ شيءٌ.
هي لحظةٌ وجيزةٌ وسيعودُ كلُّ شيءٍ كما كان.
وسنضحكُ على عناءِ فراقِنا هذا
عندما نلتقي مرةً أخرَى!

ترجمة شريف بقنه 
*هنري سكوت هولاند (١٨٤٧-١٩١٨) شاعر إنجليزي وكاهن إنجليكاني
"Death is Nothing at All" from Death is Nothing at All by Canon Henry Scott Holland, 1987 by Souvenir Press


بدونِ عنوانٍ - كريستوفر بوينديكستر


كلّما ابتعدتُ عنكِ
كلّما استحالتِ المسافةُ بيننَا
لشيءٍ مُرْهقٍ.
أتذكرُّكِ بالألوانِ،
برائحةِ القهوة تَزْهين بها
وأنتِ تحضرينَها من أجلي،
بأشعةِ الشمسِ تنسكبُ
منسابةً منَ النَّافذةِ.
أفتقدُكِ
حتَّى لو كنتِ بجانبي.
أحلُمُ بجسدِكِ
حتى لو كنتِ تنامينَ على ذراعي.
و كلمةُ أُحبُّكِ
لا يمكنُ أبدًا أنْ تكونَ كافيةً.


ربما علينا أنْ نبتكرَ كلماتٍ جديدةً.
ترجمة شريف بقنه
*كريستوفر بويندكستر (١٩٩١- ) شاعر وكاتب أمريكي
"Untitled" by Christopher Poindexter from christopherpoindexter.org

حجابُ العينِ - دينيس ليفيرتوف


في هذا الظَّلامِ أستريحُ،
غيرَ مستعدّةٍ للضَّوْءِ الذي يبزغُ
يومًا بعدَ يومٍ،
غيرَ مستعدّةٍ للمشاركةِ.
احمِني أيُّها الحريرُ الأسودُ.
أحتاجُ إليك
أحتاجُ الكثيرَ منكَ أيُّها اللَّيلُ
قبلَ أنْ أفتحَ عينيَّ وقلبي للنُّورِ.
لا بُدَّ لي أنْ أنموَ في الظَّلامِ،
تمامًا مثلَ الجذورِ غيرَ مستعدَّةٍ،
غيرَ مستعدَّةٍ على الإطلاقِ.

* دينيس ليفيرتوف (1923-1997) شاعرة  أمريكية
"Eye Mask" from Evening Train by Denise Levertov, 1993 by New Directions

15 يونيو 2019

تجارب في الترجمة - سعد البازعي، تركية العمري وشريف بقنه


ندوة (تجارب في الترجمة)  بمناسبة اليوم العالمي للترجمة؛ قدمها الملتقى الثقافي بالرياض بتاريخ 10/10/2018 وذلك في نادي شركة الكهرباء؛ ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لجمعية الثقافة والفنون بالرياض. أدارها و شارك فيها  أ.د. سعد البازعي، و بمشاركة أ. تركية العمري و د. شريف بقنه.