‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر مترجم. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات شعر مترجم. إظهار كافة الرسائل

05 يناير 2018

الجسر - أوكتافيو باث

أوكتافيو باز
بينَ الآنِ والآنِ،
بين أنا وأنتَ،
الكلمةُ جسرٌ.

الدُّخولُ إليها
دخولٌ إلَى ذاتِك:
العالَمُ يتَّصلُ
وينغلَقٌ مِثل حلَقَةٍ.

مِنْ ضفَّةٍ إلى أخرَى،
هناك دائمًا
جسَدٌ يمتدُّ:
قَوْسُ قُزَحٍ.

سأنامُ تحتَهُ.
____________
ترجمة شريف بقنه
* أوكتافيو باث (١٩١٤-١٩٩٨) شاعر ودبلوماسيّ مكسيكيّ
“The Bridge” from The Collected Poems, 1957-1987 by Octavio Paz, 1991 by New Directions Publishing

ستسمع صوت الرّعد - آنا أخماتوفا

 آنا أخماتوفا
ستسمع صوتَ الرَّعدِ وتتذكّرُني،
ستُفكّرُ مليًّا:
لقد أرادتِ العواصفُ.
حافّة السّماءِ ستكون بلوْنٍ قرمزيٍّ قاسٍ،
وقلبُك، كما كان، .. على النّار.

سيأتي ذلك اليومُ في موسكو،
عندها و للمرّةِ الأخيرةِ، سآخُذُ إجازتي،
و على عجَلٍ سأذهب إلى المرتفعات التي أتوقُ،
تاركةً ظلّي ليبقى معك.

_________________
ترجمة شريف بقنه عن لغةٍ وسيطة (الإنجليزية)، نقلتها عن الروسية جوديث هيمشيمايير
* آنا أخماتوفا ( ١٨٨٩-١٩٦٦) شاعرةٌ روسيّة سوفيتيّة
"You Will Hear Thunder” from The Complete Poems of Anna Akhmatova by Anna Akhmatova, 2000 by Zephyr Pres 

حريقٌ وجليد - روبرت فروست

روبرت فروست
يقولُ البعضُ
العالَمُ سينتهي بالحريقِ،
يقولُ البعضُ بالجليدِ.
مما تذوَّقتُ منَ الملذَّاتِ،
أنا مع أولئكَ الَّذين يُرجِّحونَ الحريقَ.
ولكنْ إذا كان عليه أن يفنَى مرتينِ
أعتقدُ أنَّني أعرفُ ما يكفِي منَ الكراهيةِ
لأقولَ إنَّ الفناءَ بالجليدِ
سيكونُ عظيمًا أيضًا
سيكونُ كافيًا.

______________
ترجمة شريف بقنه
* روبرت فروست ( ١٨٧٤-١٩٦٣) شاعر أمريكيٌّ
Robert Frost, "Fire and Ice", in the selection "A Group of Poems" by Robert Frost, Harper's Magazine , December 1920

فراق - و س ميروين

 و س ميروين
يمرُّ غيابُك في داخلي 
مِثلَ خيْطٍ يمرُّ في ثُقْبِ إبرةٍ
كلُّ شيءٍ أفعلُه مُخيَّطٌ بلَوْنِهِ.
_____________
ترجمة شريف بقنه
* و س ميروين ( ١٩٢٧- ) شاعر أمريكي
 “Separation” from The Second Four Books of Poems by W. S. Merwin, Port Townsend, Washington: Copper Canyon Press, 1993

علّقتني - مارجريت أتوود

 مارجريت أتوود
علّقتني
مارغريت آتوود

لقد علّقتني،
مثلَ خطَّافٍ في عينٍ سَمَكة

الخطَّافُ لصنَّارةٍ
والعينُ مفتوحةٌ.
_______
 ترجمة شريف بقنه
* مارغريت آتوود (١٩٣٩-) شاعرةٌ كنديّة وناقدة وروائيّة وناشطة 
From Selected Poems (1965-1975) by Margaret Atwood, published by Houghton Mifflin Harcourt, 1987  

الكلمات الثلاثة الأكثر غرابة - فيسوافا شيمبورسكا

عندما أنطقُ كلمةَ المستقبلِ،
الجملة السَّابقة أصبحَت منَ الماضِي.

عندمَا أنطقُ كلمةَ الصَّمْتِ،
أدمِّرُهَا.

عندما أنطقُ كلمةَ "لا شيءَ"

أخلقُ شيئًا لا يُمكنُ القبْض عليه.
__________
ترجمة شريف بقنه عن لغة وسيطة الانجليزية، نقلها عن البولندية اس. بارانزاك، سي. كافاناغ
* فيسوافا شيمبورسكا ‏( ١٩٢٣-١٩٩٦) شاعرة بولندية
“The Three Oddest Words” by Wislawa Szymborska, S. Baranczak & C. Cavanagh, www.nobelprize.org

ليس لديَّ الوقتُ للكراهيةِ - إيميلي ديكنسون

ليس لديَّ الوقتُ للكراهيةِ،
لأنَّ الموْتَ يمنعني،
والحياةَ لم تكنْ وافرةً جدًّا
لأنتهيَ مِن كُلِّ الأعداءِ.

ليس لديَّ الوقتُ للحُبِّ،
ولكنْ.. بما أنَّهُ يجبُ عليَّ
أنْ أفعلَ شيئًا،
القليلُ مِن حُبٍّ عظيمٍ،
كثيرٌ بما يكفِي
بالنِّسبةِ لي.
_________________
* إيميلي ديكنسون (١٨٣٠-١٨٨٦)  شاعرة أمريكية
ترجمة شريف بقنه
Poem XXII from The Complete Poems by Emily Dickinson, 2000 by New York

صديق - روبندرونات طاغور

ليلةٌ عاصفةٌ و ثمَّةَ فنٌّ في الخارجِ
ثمّة رحلةٌ مِنَ الحُبِّ، يا صديقي؟
السَّماءُ تئِنُّ مثلَ رجلٍ حزينٍ.

لا أستطيعُ النَّومَ هذه الليلةَ،
مِرارًا وتكرارًا أفتحُ البابَ وأبحثُ في
الظَّلام عنكَ يا صديقِي!

لا أستطيعُ أنْ أرى شيئًا أمامِي،
وأتساءلُ أينَ الطَّريقُ إليكَ!

عند أيِّ شاطئٍ قاتمٍ لنهرِ الحبرِ الأسودِ أنتَ؟
عند أيَّةِ حافةٍ لغابةٍ متجمِّدةٍ تقِفُ؟
مِن أيَّةِ متاهةٍ سحيقةٍ لهذا الفنِّ الكئيبِ
ستشُقُّ طريقَكَ و تأتي إليَّ،
يا صديقِي؟
______________
ترجمة شريف بقنه
* روبندرونات طاغور ( ١٨٦١-١٩٤١) شاعر هندي، روائي و مسرحي
“Friend” from The Complete Works of Rabindranath Tagore (Illustrated Edition) by Rabindranath Tagore, 2017 by GENERAL PRESS

سلام البراري - ويندل بيري


عندما ينمو يأسُ العالَم في داخلي
وأصحو في اللّيل على هسهسةِ العابر
يعتريني الخوفُ،
ما الذي ستكونُ عليه حياتي وحياة أطفالي،
أذهبُ حينَها و أستلقي بجانب البطِّ
حيثُ يستريح بجماله على الماءِ،
و بجانبه مالكٌ الحزينُ يصطادُ.
أظفْرُ بسلام البراري
حيثُ لا تُفرضُ الضرائبُ
ولا يعتريهم الحُزنُ.
أذهبُ حيثُ المياه الهادئة،
وأشعرُ و نجوم النهار لاتزال مُطْفأةٌ
فوقي، أنَّنا علَى موعدٍ مع النُّور.
لبعضِ الوقت
أستريحُ في سعة الكوْن،
أنا حرٌّ.
_____
ترجمة شريف بقنه
* ويندل بيري( ١٩٣٤- ) شاعرٌ أمريكي و ناقدٌ وروائيٌّ


(The Peace of Wild Things) from The Guardian Newspaper, Tue 20 Feb 2018

الحبُ والشهرةُ والموت - تشارلز بوكوفيسكي

 تشارلز بوكوفيسكي
تجلسُ خارجَ نافذتي الآن
مثل امرأةٍ عجوزٍ معتادةٍ على 
الذهاب إلى السوق؛ 
تجلسُ و تنظرُ إلي، 
متوتّرةً ترشَحُ عرَقاً 
من بين الأسلاك والضبابِ 
و نباح الكلاب، 
حتى فجأةً 
أضربُ النافذة بالجريدة
كما أضربُ ذبابة، 
يمكنك حينها أن تسمعَ الصراخ 
في المدينةِ بوضوح،  
بعد ذلك ترحل.

الطريقةُ لإنهاء قصيدةٍ 
مثل هذه،
 هي أن تصبحَ هادئة
 فجأة. 

----------
>
Book: Love is a Dog From Hell by Charles Bukowski

12 ديسمبر 2017

إذا نسيتيني - بابلو نيرودا


إذا توقفّتِ عن حبّي
شيئاً فشيئاً،
سوف أتوقّف عن حبك
شيئاً فشيئاً.
إذا نسيتيني هكذا فجأةً،
فلا تبحثي عنّي
لأنني سأكون قد نسيتك.

إذا كنتِ تعتقدين
أن الرياح التي تعصفُ بعودي،
مملّةٌ و مجنونة،
و قررتِ أن تتركيني على
شاطئ القلب، حيث غَرْساتي،
تذكرّي
أنه في ذلك اليوم، في تلك الساعة،
سوف أرفعُ ذراعي و أقتلعُ غَرْساتي
باحثاً عن أرضٍ أخرى.

-----
* مقطع مختار من قصيدة (إذا نسيتيني) بابلو نيرودا
* ترجمة شريف بقنه عن لغةٍ وسيطة (الإنجليزية)، نقلها عن الإسبانية مارك إيسنر.
* بابلو نيرودا (١٩٠٤-١٩٧٣) شاعرٌ و دبلوماسي و سياسيّ من تشيلي 
The Essential Neruda: Selected Poems by Pablo Neruda, edited by Mark Eisner. By City Lights Books, 2004

كم مرّةً؟ - شيل سيلفرشتاين


كم خدشًا في درفةِ باب المنزلِ؟
يعتمدُ عليكَ، كم مرةً أغلقتَ البابَ بعنفٍ.
كم شريحةً في الخبزةِ الواحدةِ؟
يعتمدُ عليكَ، بأيِّ ثخانةٍ ستقطعُها.
كم في الأيَّامِ منَ الخيرِ؟
يعتمدُ عليكَ، كم منَ الخيرِ أنتَ عشتَ.
كم منَ الحُبِّ في قلْبِ صديقٍ؟
يعتمدُ عليكَ، كم منَ الحبِّ أنتَ أعطيتَ.

_______________

ترجمة شريف بقنه
* شيل سيلفرشتاين ( ١٩٣٠-١٩٩٩) شاعر و كاتب أمريكي
“How Many, How Much” from Where the Sidewalk Ends by Shel Silverstein, 2002 by Harpercollins Childrens Books

أحلام - لانغستون هيوز


تشبّثُوا جيِّدًا بالأحلامِ
لأن الأحلامَ إذا ماتت
تستحيلُ الحياةُ
عصفورًا بجناحٍ مكسورٍ
لا يَقْوَى أنْ يطيرَ

تشبّثُوا جيّدًا بالأحلامِ
لأن الأحلامَ إذا ماتت
تستحيلُ الحياةُ
حقلًا قاحلًا
تجمَّد بالجليدِ.
----
* لاتغستون هيوز ( 1902-1967) شاعرٌ وناشطٌ و كاتبٌ صحفيٌّ ومسرحيٌّ وروائيٌّ أمريكيٌّ.

06 ديسمبر 2017

أظل أسمو - مايا آنجيلو

MAYA ANGELOU مايا آنجيلو
قد تكتب في صفحات التاريخ
إنني مجرّد نكرة
بسخريتك وحيَلك الملفّقة!
قد تطأني بقدمك تأفُّفاً
لكنني،
تماماً كالغبار
أظلّ أصعد، أظلّ أسمو.

هل ضايقك جوابي الوقح هذا؟
لماذا أراك تحدّق محاصَراً بالهموم؟
«لأنني أمشي وكأن آبار نفط
تضخّ الحياة في حجرتي»

03 نوفمبر 2017

آمن - تشارلز بوكوفسكي

المنزل الذي بجواري يجعلني حزين.
يستقيظ كلا الزوجين مبكّراً.
يذهبان للعمل.
يعودان الى المنزل في بداية المساء.
لديهما صبيٌ و فتاة.
عندَ التاسعة مساءً تنطفئ أضواءُ المنزل.

في الصباح التالي يستيقظ كلا الزوجين مبكراً.
يذهبان للعمل.
يعودان في بداية المساء.
عند التاسعة مساءً تنطفئ الأضواء.

المنزل الذي بجواري يجعلني
حزين.
الناس فيه طيبون،
أحبهم.

لكنّني أشعر أنهم يغرقون.
ولا يمكنني مساعدتهم.

إنهم يبقون على قيد الحياة.
إنهم ليسوا مشردين.
لكن الثّمن فضيع.

في وقتٍ ما خلال اليوم
سأنظرُ الى المنزل
و سينظر إليّ المنزل
و سيبكي، نعم، سيفعلها،
أشعر بذلك.

----------
Ham on Rye (Novel) 1978, Charles Bukowski 

08 فبراير 2017

البالُ والقلب - تشارلز بوكوفسكي

نحنُ وحيدونَ 
لأسبابٍ مَجْهولةٍ
وحيدونَ للأبدِ
وكانَ المقصودُ أنْ نكونَ
على هذهِ الطَّريقةِ،
لم يكُنِ المقصودُ أنْ نكونَ
على أيَّةِ طريقةٍ أخرَى-
وعندما يبدأُ
الصِّراعُ مع المَوْتِ
فإنَّ آخرَ شيءٍ أتمنَّى أنْ أراهُ
حلَقةٌ مِنَ الوجوهِ البشريَّةِ
تحومُ فوْقِي
وأُفضِّلُ أن تكونَ
لأصدقائي القُدامَى فقط،
جدرانُ روحي،
اسمحُوا لهم فقط أنْ يكونوا هناكَ.
لقد كنْتُ لوحدي ولكن نادرًا ما
ما كنتُ وحيدًا.
لقدِ ارتضيتُ عَطَشي
عندَ بئرِ ذاتِي
وكان النبيذُ جيَّدًا،

وأفْضلُ ما حصلتُ عليهِ،
الجلوسُ محدِّقًا في الظَّلام،
أخيرًا فهمتُ الآنَ
الظَّلامَ والضياءَ
وكلَّ شيءٍ
بينَهُما.
راحةُ البالِ والقلبِ
تصِلُ عندما نقبل بما:
وُلِدَ في هذه الحياةِ الغريبةِ،
يجبُ علينا أنْ نقبلَ
المُقامرةَ المُهدَرةَ لأيَّامِنا
ونتقبلَ بشيءٍ منَ الارتياحِ
تلكَ المُتعةَ
لتركِ كلِّ شيءٍ
وراءَنا.
البكاءُ ليس لِي.
الحزنُ ليس لِي.
اقرأْ
ما كتبتُه
ثُمَّ
انسَ كُلَّ ذلك.
اشرَبْ منْ بئرِ
ذاتِك
وابدأْ
مرَّةً أخرَى.

ترجمة د. شريف بقنه
* تشارلز بوكوفسكي (1994-1920) شاعر وروائي وقاص أمريكي
 Mind and Heart from Come On In!: New Poems, Charles Bukowski. New York: Ecco (An imprint of HarperCollins Publishers), 2006

12 يونيو 2015

إي. إي. كامنجز الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

أحمل معي قلبك - إي. إي. كامنغز (1894 - 1962)

e e cummings
جريدة عكاظ -06 يونيو 2015 م - العدد : 5102

إدوار إستلِن كامنغز (1894 - 1962) أحد أهمّ الكتّاب التجريبيين والحداثيين في الشعرالأميركي، ولد في ماسوشوستس، وتعلّم لفترة في هارفارد أثناء الحرب العالمية الأولى، خدم في الحرب كسائق إسعاف في الأراضي الفرنسية. بعد الحرب تعلّم الفنون الجميلة في باريس، وعاش متنقّلاً بقيّة حياته بين فرنسا والولايات المتحدة حتّى استقرّ في نيويورك. كان على صلة بالعديد من الشعراء والتشكيليين أمثال عزرا باوند وبابلو بيكاسو. بحسب جيني بينبيرثي في كتاب «قاموس السيرة الأدبية» يُعتبر كامنغز أحد أشهر الشعراء المجدّدين في القرن العشرين، الشكل الشعري واللغة المستخدمة هنا خلقت شخصية شعرية مختلفة وفريدة. أسلوبه الشعري يتميّز بالترقين غير العادي والتشويهات النحوية المقصودة أحياناً، كذلك، المفاجأة والكلمات الجديدة المُخترَعة المحوَّرة على طريقته في بعض النصوص... هذه التقنية المبتكرة كوّنت كاريزما شعرية خاصة بكامنغز. 
وبالرغم من هذا الشكل الشعري غير التقليدي، إلا أن كامنغز لقي شعبية لدى الكثير من القراء. يقول الناقد المعروف راندال جاريل في «الكتاب الثالث للنقد» بأن لا أحد آخر من الروّاد والمجدّدين، سوى كامنغز، جعل للقصيدة الجديدة جاذبية القراءة لدى عموم القراء وخاصتهم. 
نشر كامنغز خلال حياته ما يقرب العشرة كتب، وخلّف بعض اللوحات الفنية. نال التكريم من الأكاديمية الأميركية للشعر، كما نال عدداً من التشريفات والزمالات من مؤسسات أكاديمية وأدبية. ومع وفاته العام 1962 كان كامنغز قد رسّخ لنفسه مكانة مهمة في الشعر الحديث في القرن العشرين. حتى أنه كان برأي الكثيرين ثاني أكثر شاعر شعبيةً في الولايات المتحدة، بعد روبرت فروست في تلك المرحلة.

أحمل معي قلبك

قصيدة حب تجسد الشكل الشعري المفضل لدى كامنغز. مما نعرفه عن حياة الشاعر الخاصة، زواجه الأول من إيلين أور التي تزوجها بعد علاقة حب، إلا أن هذا الزواج لم يدم لأكثر من تسعة أشهر، حيث تركته أور من أجل ثري إيرلندي.


أحمل قلبكِ معي*
إي. إي. كامينجز

أحمل قلبكِ معي، أحمله في قلبي
أحمله ولم يحصل أن كنت بدونه
في أي مكان أذهب، تذهبين معي
وكل ما يحصل لي، فإنه يحصل بكِ
يا غاليتي.

لا أهابُ قَدَراً، لأنك قدَري يا حلوتي
ولا أريد عالماً، لأن جمالك عالمي
وإنه أنتِ كل ما يعنيه القمر وكل
الأغنيات التي تغنّيها الشمس.

هنا السرّ الدّفين الذي لا يعرفه
أحد، البذرة والغرسة الفارعة،
السماء العالية لشجرة الحياة،
والتي تصعد أعلى مما يمكن
لروحٍ أن تصِلَ، هنا  الأعجوبة
التي تجعل النجوم مُفرَّقة.

إنني أحملُ قلبَك معي،
أحمله في قلبي.

* ترجمة محدثة ومنقّه  2019/9/28
"i carry your heart with me" from Complete Poems: 1904-1962 by E. E. Cummings,1991 by Liveright Publishing Corporation

13 مايو 2015

والاس ستيفنز الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

الخيال قوّة الطبيعة في عالم الكلمات - والاس ستيفنز (1879 - 1955)

والاس ستيفنزجريدة عكاظ - العدد : 12 مايو 2015 م
ولد في 2 أكتوبر العام 1879 في ريدينج بولاية بنسلفانيا. التحق بكلية هارفارد العام 1897 لبضع سنوات، وقبل حصوله على الإجازة منها انتقل إلى كلية القانون في نيويورك 1903، بعد ذلك تدرّج في العمل بمناصب مختلفة في شركات محاماة عديدة. بدأ كتابة الشعر بعد تخرّجه من الثانوية، ونشر في تلك الفترة في مجلة «إلينوي شيكاغو» الأدبية عدداً من قصائده. أصدر كتابه الأول «ضرب الأرغن» العام 1923 وكان تأثّره واضحاً بالرومنسية والرمزية وكذلك التصويرية. بعد ذلك اعتزل الشعر، أو فلنقل النشر لعشرة أعوام. بحلول العام 1935 عاد بانطلاقة جديدة، وفي تعاقب سريع نشر ثلاثة دواوين، غير أن القراءات النقدية لشعره كانت متضاربة، فلم يَرُق هذا الشعر لعدد غير قليل من النقّاد. في تلك الفترة انتقل وأسرته إلى هارتفورد بولاية كونكتيكت، وبالرغم من نشره كتابَين عُدَّا لاحقاً من أهم ما كُتب في الحراك الحداثي في تلك الحقبة، أحدهما «ملاحظات نحو علياء الخيال»، فإنه لم ينل ما يستحقّ من حفاوة إلى ما قبل وفاته بقليل، عندما نشر كتابه «مجموعة قصائد» حيث نال عليه «جائزة بولتيزر» للشعر العام 1955، و«جائزة الشعر الوطنية» التي سبق أن حصل عليها العام 1951 عن عمله «فجر الخريف».
شعر ستيفنز يظلّ اكتشافاً مستمرّاً لتفاعلات الحقيقة وما يمكن للإنسان أن يصنع من هذه الحقيقة بعقله، وثمة ما يدعو أيضاً إلى تسمية العديد من قصائده بالشعر الميتافيزيقي، لأن هالة الغموض والشخصيات القريبة البعيدة المتخمة بالمعرفة لا تكاد تفارق الكثير من شعره، وكذلك فلسفية المسمّيات وكيف يمكن العالم أن يلتقي بطرق متعدّدة.
توفّي ستيفنز في هارتفورد بولاية كونكتيكت، في الثاني من أغسطس 1955 وخلّد وراءه مدرسة للخيال والحقيقة لا نزال نسبر أغوارها إلى اليوم.

رجل الثلج
تُصنَّف هذه القصيدة كواحدة من قصائد «نظرية المعرفة» لستيفنز، ولو قرأناها من منظور فلسفي يمكن أن تُصنَّف أيضاً كنزوع نحو الشكوكية الطبيعية (حركة فلسفية في اليونان القديمة تدعو إلى الشك في كل ما لا يتحقّق منه الإنسان بالتجربة). يتكوّن بناء ستيفنز المعرفي هنا من وصف لمشهد الشتاء تتسرّب داخله بعد ذلك التباساتٌ عاطفية لتُنهي القصيدة بشعور اللاجدوى، عندما يصل إلى القناعة أخيراً بأن العالم والمستمع لا يعترفان برؤيته المعرفية هذه ولن يفهماها. وبالرغم من غموض القصيدة وقصرها إلا أنها لقيت الكثير من القراءات، وقد أشاد بها د. جاي كيسير بل واعتبرها أفضل قصيدة قصيرة في اللغة الإنكليزية.

لا بدّ للمرء من أن يتحلّى
بحسّ الشتاء
لاعتبارات الصقيع 
ولأغصان الصنوبر المقصّفة
عندما تخلعُ قشرتُها 
كسوةَ الثلج؛
ولا بدّ من أنه مرّ وقت طويل من الصقيع
لتلحظ كيف يمكن لصنوبرة 
أن تصبح شعثاءَ ثلجٍ،
عندما تقسو شجرة التنوّب
في الألق القاصي.

تحت شمس يناير، 
لن يخطرَ في بالك 
أنّ ثمّة شقاء 
في صوت الريح،
وقربك حفيف لأوراق الشجر.

ذلك الحفيف 
هو صوت الأرض
مكدَّس بتلك الريح نفسها
التي تعصف 
في المكان الأعزل نفسه.

بالنسبة إلى المستمع، 
الذي يستمع في الثلج،
ولا يرى شيئاً من ذلك في نفسه، 
فذلك هو المجرّد اللاشيء
لا شيء الذي ليس هناك 
ولا شيء في اللا شيء.

حُجرةٌ رصاصيّة

بالرغم من أنك تجلسُ في حجرةٍ رصاصيّة،
ما عدا للفضّة
 لورقة القشّة،
والتقِط
عند ثوبك الأبيض الشاحب؛
أو ارفع فصّاً واحداً من قلادتك
الخضراء،
ولتدَعه يسقُط؛
انظر إلى مروحتك الخضراء
مشجَّرة بصفصافة حمراء؛
أو بإصبع واحدة فقط،
حرِّك الورقة في القصعة التي أمامك -
تلك الورقة التي سقطت من أغصان الفرسيتية
بجانبك...
ما هذا كلّه؟
أعرفُ تماماً
كيف بشراسة
ينبُض قلبك. 

29 أبريل 2015

إيميلي ديكنسون الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

تموت الكلمة عندما تقال - إيميلي ديكنسون (1830 ــ 1866)
تقديم وترجمة د. شريف بقنه
جريدة عكاظ - العدد : 5019 - 15 03 2015
إيميلي ديكنسون

ولدت إيميلي ديكنسون في أمهرست (ماساشوستس) العام 1830، وهي الابنة الوسطى لثلاثة أبناء من إحدى العائلات المحافظة والعريقة في نيوإنغلند، كان لجدها دور في تأسيس جامعه إميرهست. والدها إدوارد ديكينسون رجل الدولة والسياسي ذو النزعة الوطنية، أخوها أوستن تعلم في مدرسة القانون وعمل كمحام، تزوج سوزان جيلبرت التي كانت مقربة بشكل خاص من إميلي، أما أختها الشقيقة ﻻفينيا فلقد عاشت في عزلة مماثلة لعزلة إميلي. هكذا كانت حلقة العائلة، المكونة من الأخت والأخ وزوجته، الحلقة الأكثر إلهاما لملكات إيميلي الشعرية ــ بحسب رأي النقاد.

«صوفية نيوإنغلند» ــ كما أطلق عليها لاحقا ــ ظلت في بلدتها منذ نشأت حتى وفاتها، ولازمت منزلها الذي لا يزال قائما حتى الآن كمتحف خاص بها، وكانت لا تفارقه إلا في الضرورة القصوى. على امتداد حياتها القصيرة نشرت إيميلي عشر قصائد، وخبأت لنا في خزانتها ما يناهز الألفي قصيدة جمعتها على طريقتها في مجلدات كثيرة، نشر أول تلك المجلدات بعد رحيلها بأربعة أعوام، ونشر آخرها العام 1955. تركت ديكنسون وراءها إرثا غزيرا والكثير من الألغاز والحكايات حول حياة سرية مفرطة في العزلة في زمن العالم الجديد. فبحلول العام 1860 عاشت ديكينسون في عزلة شبه تامة عن العالم الخارجي، لكنها داومت بانتظام على المراسلة (تجاوز عدد رسائلها الألف رسالة)، أما بالنسبة إلى قراءتها الشعر، فالأرجح أنها إن كانت قرأت بعض قصائدها فذلك لم يتجاوز نطاق العائلة والمقربين فقط.

31 يناير 2015

والت ويتمان الملف الكامل - مقدمة و قصائد مترجمة

أنشد تذمري البربري فوق سقوف العالم لوالت ويتمان
جريدة عكاظ - العدد : 4949 - 04 01 2015 
ترجمة وتقديم: شريف بقنة
Walt Whitman

ولد والت ويتمان في 31 مايو 1819، وهو النجل الثاني لوالتر ويتمان، الأب المعيل لأسرة تكونت من تسعة أطفال، والذي كان يكسب رزقه من أعمال البناء في بروكلين ولونج آيلند في عشرينيات القرن التاسع عشر وثلاثينياته. ومنذ سن الثانية عشرة بدأ والت بتعلم الضرب على الآلة الطابعة. بدأ بقراءة ذاتية شرهة وتعلم فردي إلى حد كبير، استهل قراءاته بأعمال هوميروس، دانتي، شكسبير، وكذلك بقراءات مكثفة في الإنجيل. أسس «لونج آيسلند» الأسبوعية، وبعدها حرر عددا من صحف بروكلين ونيويورك. العام 1848، ظهرت أولى كتابات ويتمان ضد العبودية وأسواق الرقيق في نيويورك في صحيفة «نيوأورليانز كريسنت»، ولدى عودته إلى بروكلين، في العام نفسه، عمل على تأسيس صحيفة «فري سويل». واستمر الشاعر في تطوير نمط شعري جديد وفريد، حتى نالت قصائده إعجاب أحد أهم الأكاديميين والنخبة في تلك المرحلة وهو رالف والدو إيمرسون.العام 1855، نشر ويتمان الطبعة الأولى من «أوراق العشب»، وكانت المجموعة تتألف حينها من اثنتي عشر قصيدة غير معنونة، بالإضافة إلى مقدمة. أرسل نسخة منها إلى إيمرسون (تموز 1855). نشر ويتمان الطبعة الثانية من الكتاب العام 1856، واحتوت ثلاثة وثلاثين قصيدة، كما استقبل في العام نفسه رسالة إطراء وإشادة بالطبعة الأولى من إيمرسون، رد عليها ويتمان برسالة مفتوحة وطويلة. في السنوات اللاحقة عمل ويتمان على إعادة نشر «أوراق العشب» وتنقيحه في طبعات عديدة متتابعة.